كشف مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، عن تدشين قاعدة لوجيستيكية في روندا خلال الشهر القادم، تعمل على تفعيل الإنذار المبكر للتدخل في الأزمات في إفريقيا، وذلك لاستدراك النقائص المسجلة خاصة في شمال إفريقيا. وقال شرقي، أمس، خلال إلقائه لمحاضرة بمجلس الأمة تمحور موضوعها حول ”وضعية السلم والأمن في إفريقيا”، أن تحدي مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي ليس الحروب بين الدول وإنما الاقتصاد الإجرامي والجريمة المنظمة. من جهة أخرى، أكد مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي، أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي وجلوسه جنبا إلى جنب مع الجمهورية العربية الصحراوية يمكن أن يؤسس لحل سريع للنزاع في الصحراء الغربية الذي طال أمده، مشيرا إلى أن مجلس السلم والأمن الإفريقي اتخذ مواقف بشأن القضية الصحراوية واقترح إعادة بعث لجنة رئاسية كانت موجودة في محاولة منه من أجل الإسهام في حل هذه القضية الصحراوية. وفي رده على سؤال حول هل يمكن أن يغير فوز ايمانويل ماكرون في الرئاسيات الفرنسية موقف فرنسا من القضية الصحراوية في مجلس الأمن؟، قال شرقي ”أن الحديث عن هذا الموضوع سابق لآوانه”. وبشأن الوضع بليبيا، أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي أن هذا البلد في حاجة إلى صوت إفريقي قوي لمساعدة أبناء ليبيا على تجاوز أزمتهم الحالية، وكشف عن أن المجلس يحضر حاليا لبعثة وزارية ستنتقل بحر شهر ماي الجاري إلى ليبيا من أجل المساهمة في حل الأزمة التي تضرب ليبيا منذ سنة 2011. وقال في هذا الإطار ”أن مشكل ليبيا هو مشكل إفريقي يحتاج إلى صوت إفريقي قوي لمساعدة إخواننا الليبيين حتى يجدون حلا لمشكلتهم بأنفسهم وحتى تعود ليبيا إلى مصاف الدول”، مضيفا أن بعض الدول الأوروبية تريد الإبقاء على نفوذها في إفريقيا ونحن لا نقبل فرض أي إملاءات من الخارج في ليبيا، مبرزا أن كل الدول لها مبعوثون خاصون للدفاع على مصالحها في المنطقة وليس لحل الأزمة. كما تطرق إلى مضاعفات الأزمة في ليبيا وكثرة التدخلات بما يؤزم الوضع في هذا البلد، كاشفا عن أن 60 مليون قطعة سلاح متواجدة بليبيا ناهيك عن أسلحة أخرى تدخل وهي جد متطورة، محذرا من أن كل ما هربت هذه الأسلحة نحو الجنوب وشمال مالي والساحل كلما زادت في تفاقم المأساة. وفي سياق آخر، انتقد شرقي الطريقة التي تجرى بها الانتخابات في الدول الإفريقية، وقال ”بدلا من أن تتكون فرصة للنقاش أصبحت أهم أسباب انتشار العنف واللاستقرار”، وفي الأخير ثمّن مجهودات الجيش الجزائري في تأمين المنطقة، كما أشار إلى أن لولا اتفاق الجزائر في مالي لتحول هذا البلد الشقيق لسودان جديدة.