بتعيين عبد القادر مساهل وزيرا للشؤون الخارجية يكون الرئيس بوتفليقة قد أنهى تسييرا ثنائيا لقطاع الدبلوماسية استغرق عامين وأثار الكثير من الجدل حول تداخل الصلاحيات بين الوزيرين المكلفين بملفات ومفاوضات لإنهاء الأزمة في عدد من الدول. استهل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المنتهية مهمته رمطان لعمامرة مساء أمس الأول في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء اليوم العالمي لإفريقيا الذي يصادف الذكرى ال54 لإنشاء منظمة الاتحاد الإفريقي، توديع الوزارة بتهنئة مساهل على تنصيبه وزيرا للشؤون الخارجية مبرزا أن هذا التنصيب يتزامن مع إحياء اليوم العالمي لإفريقيا وهي القارة التي يعرفها جيدا مساهل وفق تعبيره. ويملك عبد القادر مساهل، خبرة طويلة في قطاع العلاقات الدولية استثمرها منذ التحاقه بقصر الحكومة قبل 17 سنة، في تحريك الآلة الدبلوماسية الجزائرية. وشهد نشاط مساهل عملا مكثفا خصوصا لحل الأزمة الليبية، حيث قام بجولة ميدانية إلى مناطق النزاع في ليبيا مؤخرا، وهو خير دليل على كثافة نشاطه الدبلوماسي خلال السنوات الأخيرة أين شجع في كل مرة على الحوار ونبذ التدخل العسكري واحترام سيادة الشعوب في كل من ليبيا وسوريا وقبل ذلك دولة مالي. وشغل مساهل قبل قرار تعيينه وزيرا للشؤون الخارجية، منصب وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية منذ 5 ماي 2014 وحمل على عتاقه مسؤولية إيصال والدفاع عن مبادئ السياسة الخارجية للدولة الجزائرية في ظل احترام النصوص الدستورية، وسط تحولات إقليمية متنامية، تميزت بجهوده التي لقيت ”إشادة” من طرف مختلف الأطراف الفاعلة في أزمات عدد من الدول العربية والإفريقية. وكرس وزير الخارجية الجديد خبرته التي اكتسبها من توليه لحقيبة الوزارة المنتدبة للشؤون الخارجية مكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية في ثلاث فترات، تمتد عبر سنوات 2014 و2012 و2000، وقد كلفه رئيس الجمهورية سنة 1999 بمهمة دبلوماسية بصفته مبعوثا خاصا للرئيس مكلف بمتابعة مسار بجمهورية كونغو الديمقراطية وفي منطقة البحيرات الكبرى خلال الرئاسة الجزائرية لمنظمة الوحدة الإفريقية. ومثل الجزائر في عدة دول ولدى الكثير من الهيئات الدولية، حيث تقلد منصب سفير الجزائر لدى مملكة هولندا وبوركينافاسو وسفير مستشار لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف بالقضايا الإفريقية ومكلف بالقضايا الإفريقية في اللجنة الدائمة للجزائر لدى هيئة الأممالمتحدة ومندوب الجزائر في عدة دورات للجمعية العامة للأمم المتحدة وندوات رؤساء الدول والحكومات لمنظمة الوحدة الإفريقية وعدة مجالس لوزراء منظمة الوحدة الإفريقية. وشغل الوزير خلال الفترتين 1986-1988 و1996-1997 منصب مدير عام لقسم إفريقيا ورئيسا لفرع حركات التحرر بوزارة الشؤون الخارجية سنة 1971 كما كان نائبا لمدير منظمة الوحدة الإفريقية والمنظمات الجهوية الفرعية.