l أرزقي فراد ل”الفجر”: ”تعيين وزراء تكنوقراطيين اعتراف بالأزمة وتصريحاتهم تعكس الواقع” شكل الحديث عن الاستمرارية في البرامج والتوجهات العامة للحكومة محور التصريحات التي أدلى بها الوزراء الجدد في حكومة عبد المجيد تبون الأولى، أثناء عملية تسليم واستلام المهام التي جرت بعد التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عقب تشريعيات 4 ماي الجاري. ويطرح التساؤل بقوة عن جدوى الاستمرارية في برنامج عمل الوزراء الجدد، خاصة وأن أبرز المغادرين من الحكومة السابقة للمقال عبد المالك سلال لم يكن هناك رضى عن طريقة تسييرهم لقطاعاتهم الوزارية. شرع الوزراء الجدد في حكومة الوزير الأول عبد المجيد تبون، التي عينها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس، في استلام مهامهم مع الوزراء السابقين، أين اتفقوا على ضرورة المضي قدما في استكمال برنامج رئيس الجمهورية من منطلق الاستمرارية في تنفيذه ما قام به سابقيهم، على غرار يوسف شرفة وزير السكن الذي صرح بأنه سيواصل بنفس الحيوية والوتيرة، لا سيما وأن ”مشكل التمويل لن يطرح”، مبديا ”اقتناعه التام ببلوغ الأهداف المسطرة”. ونفس الخطاب ردده خليفة لعمامرة عبد القادر مساهل الذي أكد أن العمل ”سيتواصل تحت رعاية رئيس الجمهورية الذي هو الدبلوماسي الأول ومع وجود في الوزارة إطارات ذات كفاءة عالية وتجربة إلى جانب جيل جديد من الشباب، فيما لن تخرج وزيرة التضامن غنية إيداليا عن القاعدة وصرحت بأنها سوف ”تواصل المجهودات” التي تم بذلها في هذا القطاع الذي يعد ”دعما للسياسة الاجتماعية للدولة” وذلك بغية تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها، فيما أكد وزير العمل الجديد مراد زمالي عزمه على ”مواصلة المسار الذي بدأه المسؤولون السابقون على رأس هذا القطاع في كنف الاستقرار وروح التشاور والتنسيق. بالمقابل دعا وزير السياحة الجديد إطارات القطاع وجميع الفاعلين في الميدان إلى ”توحيد الجهود للنهوض بمجال السياحة في الجزائر وذلك تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الجانب الخاص بهذا المجال”. وعلى ضوء تصريحات الوزراء الجدد، انتقد متتبعون النظرة التي يحملها الوزراء الجدد والتي لا تعكس رغبة الرئيس في إيجاد رجالات قادرة على التغيير في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد. ويرى المحلل السياسي محند أرزقي، فراد في اتصال مع ”الفجر”، أن تشكيل حكومة تكنوقراطية اعتراف واضح من الرئيس بوجود أزمة، لأن الحكومة التكنوقراطية لا تشكل إلا في أوقات الأزمات، مشيرا إلى أن تعيين الوزراء لابد أن يكون من الأحزاب السياسية وليس من رجال الإدارة. ولم يستغرب فراد التصريحات الصادرة عن الوزراء باعتبارهم إطارات غير متحزبة ولا علاقة لهم بالعمل السياسي، قائلا إن ”التمسك ببرنامج الرئيس جاء من أجل تغطية الفشل والعطل الذهني، وهم ليسوا سياسيين لأنه من المفروض أن الأحزاب هي التي تشكل الأحزاب”. وفي هذا السياق قال محدثنا إن شعار الاستمرارية لا يعد مصطلحا التصق بالحكومة بل تعداه إلى الشعب الذي أعطى رسالة خلال التشريعيات مفادها عدم رغبته في التغيير بدليل حجم المقاطعة، مشيرا إلى أن السلطة كان عليها الانتقال إلى مرحلة أخرى لإنقاذ البلاد من الأزمة.