أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، إلغاء الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة سلفه باراك أوباما مع كوبا. وكان ترامب توعد كوبا، بعيد فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، بإنهاء التطبيع، ”إذا ما رفضت هافانا التفاوض من جديد حول شروط الاتفاق الموقع بينهما”. وقال الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه من مدينة ميامي في ولاية فلوريدا التي تقطنها جالية كوبية هامّة، المعروفة بمعارضتها للسلطات في هافانا: ”ألغي فورا ما قامت به الإدارة السابقة كليا كصفقة أحادية الجانب مع كوبا”. وأضاف ”أعلن اليوم سياسة جديدة، وسأوقع على هذا العقد بعد لحظة من الآن، سياستنا ستسعى لصفقة أفضل مع الشعب الكوبي”. وتابع قائلا: ”لن نرفع العقوبات عن النظام الكوبي إلى أن يتم إطلاق سراح كل السجناء السياسيين وتكون هناك حرية تعبير وحرية تجمع وتصبح كل الأحزاب السياسية شرعية وتكون هناك انتخابات حرة تجرى تحت إشراف دولي”. وشدّد ترامب من جهة أخرى على أن الولاياتالمتحدة ”ستقيد بقوة تدفق الأموال الأمريكية التي تذهب إلى الجيش الكوبي والاستخبارات التي تشكل عماد نظام كاسترو”. وأردف قائلا ”سننفذ الحظر على السياحة ونتخذ خطوات ملموسة لضمان أن الاستثمارات في كوبا تذهب إلى الشعب مباشرة”. وقال ترامب إنه ”يتحدى كوبا أن تأتي باتفاق جديد يكون في مصلحة الشعبين الكوبي والأمريكي”. وقال البيت الأبيض إن تحسن العلاقات مع هافانا في المستقبل يعتمد على اتخاذها خطوات ”ملموسة” على طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وناقش ترامب الأسبوع الماضي مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي، على مأدبة عشاء أقامها في البيت الأبيض، الخطوات الأولى في هذا الاتجاه وكان من ضمن الحضور السيناتور ماركو روبيو، المعروف بمعارضته وانتقاداته لقرارات أوباما التي تتعلق بتطبيع العلاقات مع كوبا. وفي المقابل، ندّدت الحكومة الكوبية بالقيود الجديدة التي أعلن عنها ترامب، وجددت رغبتها في مواصلة الحوار مع الإدارة الأمريكية المبني على الاحترام المتبادل والذي كانت واشنطن قد استأنفته خلال فترة حكم الرئيس باراك أوباما. وقالت هافانا في بيان جرت تلاوته على التلفزيون الرسمي للبلاد إنّ ”حكومة كوبا تندد بالإجراءات الجديدة لتشديد الحظر” المفروض على الجزيرة منذ العام 1962، لكنها ”تجدد رغبتها في مواصلة الحوار المبني على الاحترام” الذي بدأته مع الولاياتالمتحدة منذ 2015. وقال البيان، إنّ خطاب ترامب ”عدائي يُذكّر بأيام المواجهة المفتوحة” وعن ”لجوء إلى الوسائل القسرية العتيدة”، مبديةً أسفها ”للعودة إلى الوراء في العلاقات بين البلدين”. وقالت حكومة راول كاسترو إنّ ”أي استراتيجية تهدف إلى تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كوبا، من خلال الضغوط والتهديد محكوم عليها بالفشل”. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية بادرت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا عام 1961 بعدما أقدمت السلطات الكوبية وقتذاك على تأميم ممتلكات أمريكية خاصة على أراضي الجزيرة الكوبية لتؤول لملكية الدولة، وردت واشنطن حينها بفرض عقوبات تجارية - اقتصادية وإعلان مقاطعتها لهافانا. واستأنفت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوبا علاقاتهما الدبلوماسية، في جويلية 2015، بعد قطيعة دامت 54 عاما. كما رفعت الولاياتالمتحدة اسم كوبا الواقعة على بعد 150 كيلومترا من الشواطئ الأمريكية من لائحتها للدول الراعية للإرهاب بعد 33 عاما، وهو مطلب رئيسي من كوبا في المفاوضات لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، بعد محادثات سرية تمت بوساطة الفاتيكان واستمرت 18 شهرا، لكنّ قضية الحظر الاقتصادي والمالي المفروض على كوبا سنة 1962 لايزال قائما بالرغم من مواظبة هافانا على التنديد به كونه يشكل عائقا أمام تنمية البلاد.