l نواب جدد يطلبون الاستشارة من ”القدماء” في طريقة المناقشة خلق مخطط عمل الحكومة حالة استنفار في قبة المجلس الشعبي الوطني، حيث رجع عدد من النواب أدراجهم من الولايات الداخلية بعد إنزال الحكومة لمخططها للبرلمان، كما سارع رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى مكالمة رؤساء الكتل البرلمانية من أجل عقد اجتماع اليوم الأحد لضبط جدول خاص بجلسات مناقشة مخطط عمل الحكومة الجديدة، في حين هرع نواب المولاة لتسجيل انفسهم في جدول التدخلات في حين طلب النواب الجدد وعديمو المؤهلات العلمية الاستشارة من زملائهم أمام انعدام أي خبرة لهم في مناقشة مخطط عمل الحكومة. قد سارع بعض النواب المحسوبين على المعارضة والموالاة، لتسجيل انفسهم في قائمة المتدخلين لمناقشة عمل الحكومة، بمصلحة المجلس الشعبي الوطني، وبالنسبة لحزب العمال فقد تقرر عقد اجتماعات في الحزب بين النواب والامينة العامة لحزب العمال حيث اتفق نواب الحزب ال9 كالعادة على تقسيم النقاشات حول مخطط عمل الحكومة، من اجل تناول جميع جوانبه واهم النقاط الاساسية التي يعتبرها الحزب ضرورية او استعجالية في التدخلات، وهي تتمحور على العموم على مناهضة سياسة التقشف وتحصيل الضرائب والفوترة، والاصلاحات التي تنوي الحكومة استكمالها في قطاعات عدة. ويلقى مخطط عمل الحكومة نفس القدر من الاهمية لدى نواب حمس، الذين قرروا عقد يوم دراسي لتمحيص وفرز جميع تفاصليه ونقده على ضوء المستجدات والاقتراحات، وترى حمس انه بات من الضروري التوقف عند هذا الحد من سياسة الهروب إلى الامام ومحاسبة الحكومة على إخفاقاتها في المجال الاقتصادي والاجتماعي. ولا يزال مخطط عمل الحكومة لدى نواب الارسيدي، آخر اهتماماتهم، حيث يواصل رئيس الحزب ونوابه خرجاتهم الرمضانية بولاية بجاية، والاحتكاك مع فعاليات المجتمع المدني والمناضلين، على أن يعود النواب للبرلمان بعد الانتهاء من أهم انشغال لهم. نواب الأفافاس أيضا لم يشكل مخطط عمل الحكومة اولوية بالنسبة لهم، فعلى الرغم من استلام رئيس المجموعة البرلمانية للمخطط والاطلاع على أهم فروعه، إلا أن الأمر ليس بالجديد لهم كونه مخطط ينطوي على استمرار الوضع القائم في جميع حيثياته. أما نواب الموالاة فقد ركزوا بالدرجة الأولى على دعم الحكومة التي هم اعضاء فيها ومساندتها في جلسة عرض الوزير الأول، وهرع نواب الأفالان لتسجيل انفسهم في سجل المتدخلين من اجل دعم الوزير الأول عبد المجيد تبون ومخططه الجديد، حتى وان كان هذا الاخير يشكل مواصلة لمخطط عمل الحكومة السابقة. نواب الأرندي أيضا شكل مخطط عمل الحكومة بالنسبة لهم اهمية قصوى ونقطة تضاف لرصيدهم في دعم برنامج رئيس الجمهورية، مراعين في الاصل التعليمات العامة التي اعطاها لهم الامين العام للحزب خلال الاجتماع الاخير للمجلس الوطني للحزب في دعم الحكومة ومساندتها وعدم نقدها، مع تقديم اقتراحات ايجابية بإمكانها اثراء المخطط في مجمله. وإن كان الوضع سهلا على النواب الذين سبق وأن قدموا عهدة برلمانية، فإن الإمر ليس بالهين على النواب حديثي العهدة، حيث طلبوا العون من النواب القدماء وطلبوا توضيحات حول طريقة مناقشة مخطط عمل الحكومة وكيفية صياغة تدخلات في الجلسة العامة، في حين اكتفى من ليس لديهم أي رصيد بتقديم اطراء لبرنامج رئيس الجمهورية بدل الوقوع في اخطاء فادحة قد تكلفهم مصيرهم في المجلس الشعبي الوطني، وهي نتيجة منطقية لعدم تكفل الأحزاب بتكوين نوابها، فضلا عن أن العديد منهم ليسوا حاملي لأي مؤهل علمي او دراسي يمكنهم من مناقشة مخطط عمل الحكومة.