كشفت وزارة الداخلية القطرية، مساء الخميس، أنّ اختراق وكالة الأنباء القطرية”قنا”، يوم 24 ماي الماضي، كان من دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلصت الوزارة إلى أنّ فريق التحقيق القطري أكد أن كافّة الأدلة التي يتوفر عليها، تُمكن من تحريك دعوى قضائية ضد الجهات المسؤولة عن القرصنة، كما لفتت إلى أدلة تقنية أخرى لم تكشف عنها، كي لا تؤثر على التحقيق. وقال رئيس فريق التحقيق علي محمد المهندي إن عملية الاختراق جرت على ثلاث مراحل، حيث استهلت باختراق موقع وكالة الأنباء والسيطرة عليه، جرى بعدها قرصنة حسابات الوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم نشر شريط أخبار يتضمن تصريحات ملفقة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لافتا إلى أنه تم التحضير مسبقا لعملية. وأظهرت التحقيقات أن ”شخصا زرع ثغرة بموقع وكالة الأنباء القطرية استخدمها المخترق عبر هاتف آيفون”. وأكدت الداخلية القطرية أنه تم التوصل إلى أرقام الهواتف التي استخدمت في عملية الاختراق، موضحة أن الفريق الفني تمكن من التوصل إلى رقم هاتف أوروبي تم استخدامه أيضا في العملية. وأضافت أنّ الفريق الفني توصل إلى أدلة تؤكد وجود اتصال مباشر مع عناوين (IP) من بعض دول الحصار”. وبشأن توقيت الهجوم وتسلسله الزمني، أوضحت الداخلية أنّ التصريحات المفبركة، تم نشرها مباشرة بعد الهجوم الفعلي، وبعدها بدقيقتين تم تسجيل أول تصفح للموقع من بعض دول الحصار، وأنها أنها رصدت ”45 زيارة لموقع وكالة الأنباء القطرية أثناء عملية الاختراق من دول الحصار”، موضحة أنه تم ”إحالة الأدلة الفنية إلى النائب العام الذي بدأ إجراءات التقاضي”. وأفيد أنّه سيتم الإعلان عن نتائج فريقي التحقيق الأمريكي والبريطاني كل على حده. وكشف مسؤولون في المخابرات الأمريكية، مؤخرا، أنّ القرصنة التي تعرّض لها حساب وكالة الأنباء القطرية (قنا) شهر ماي الماضي، ونشر إثرها خطاب منسوب للأمير تميم بن حمد آل ثاني، مصدرها دولة الإماراتالمتحدة. وقالت صحيفة ”واشنطن بوست”، إنّ المسؤولين الأمريكيين اطلعوا الأسبوع الماضي، على نتائج تحليل المعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية في 23 ماي الماضي، والتي أظهرت بأن مسؤولين إماراتيين ناقشوا المخطط وتم تنفيذه. وبشأن المفاوضات بين الدوحة ودول الحصار، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إنه ليس هناك مجال للمفاوضات مع قطر لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج. ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي عن الجبير قوله خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو، صباح أمس: ”ليس هناك مجال للمفاوضات مع قطر، لأن الأمر لا يتعلق بمفاوضات، بل بمسألة مفادها: هل هناك دعم للإرهاب أم لا؟”. وتابع الجبير: ”إن المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة لديها مبادئ واضحة أعلنت عن ضرورة تنفيذها، وهي الكف عن دعم أو تمويل الإرهاب، وعدم توفير مأوى للإرهابيين، ووقف خطاب الكراهية”. وأوضح الجبير أن ”ثمانية من الطلبات المقدمة في 13 يونيو الماضي إلى قطر لحل الأزمة، كانت قبلتها بالفعل في عام 2014 ولكن لم تنفذها أبدًا”. واعتبر الوزير الجبير أن ”الحل بالتالي بسيط، إذ يجب على قطر أن تلتزم بمبادئنا وتضعها موضع التنفيذ”. وحول العلاقات مع طهران أكد الجبير أن ”إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وتشعل نار الطائفية، وتدعم الإرهاب وتزرع خلاياه في بلدان أخرى في المنطقة، كما ترسل الحرس الثوري الإيراني إلى سورية والعراق واليمن، وتدخل الأسلحة والمتفجرات إلى الكويت والبحرين بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة”. وكان موقع وكالة الأنباء القطرية، تعرض في 24 ماي الماضي إلى عملية اختراق، نشرت إثرها تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعتبرتها وسائل إعلام دول خليجية مناهضة لسياساتها. وشدّد بن حمد في التصريحات التي نسبت إليه: ”نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش” لافتا إلى أنّ: ”الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، مضيفا أنّه: ”لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”، داعياً حكومات مصر، والإمارات، والبحرين إلى مراجعة موقفهم المعادي لقطر، ووقف الحملات والاتهامات المغرضة ضدها. وأكّد بن حمد أنّ ”علاقة بلاده جيدة مع إسرائيل”، مشيراً إلى أن ”حركة حماس الممثل الشرعي لفلسطين” وبشأن علاقات قطر بواشنطن قال بن حمد إنّها قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مشيراً إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة. وفي أعقاب الاختراق، شنّت وسائل إعلامية سعودية وإماراتية هجوما لاذعا على قطر وأميرها، وأطلقت قناتي ”العربية” وقناة ”سكاي نيوز” المملوكتين للسعودية والإمارات على التوالي، حملة شعواء ضد قطر استخدمت فيها عبارات غير مسبوقة في القنوات الخليجية. وفي 5 جوان الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، بدعوى ”دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني. وحسب بيانات الدول الأربعة، فإن قرار مقاطعة قطر يشمل إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول.