أخرجت تصريحات نور الدين بوكروح حول لقاء حدث غداة الانتخابات الرئاسية سنة 1995 سعيد سعيدي الزعيم الأسبق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى الأضواء السياسية مجددا، رغم تحفظه الشديد عن الدخول في التصريحات والتصريحات المضادة على مستوى الساحة السياسية خلال الفترة الراهنة. في تدوينة له عبر صفحته الرسمية للفيسبوك، شدد سعيد سعدي، على أنه يرفض الخوض في سجال بشأن بعض الأحداث الوطنية، وقال بأن ”الجدل غير مرحب به”، موضحا بالمقابل أنه يرفض الصمت أمام الالتباس الذي قد تثيره تلك التصريحات، وأكد حرصه على نقل الأحداث التي شارك فيها بأقصى قدر من الدقة والصرامة. وكانت للتصريحات التي أدلى بها نور الدين بوكروح نهاية الأسبوع الماضي لموقع الكتروني الفضل في خروج سعيد سعدي مجددا في تصريحات سياسية، حيث قال بوكروح وهو المترشح السابق لانتخابات 1995 التي فاز بها الرئيس السابق اليامين رزوال أنه اجتمع بكل من سعيد سعدي، والراحل محفوظ نحناح مؤسس حركة ”حمس”، لعرض فحوى اللقاء الذي جمعه بالرئيس السابق ليامين زروال، في مقر رئاسة الجمهورية بحضور مستشاره الخاص الجنرال محمد بتشين، ومدير ديوانه، حيث نفى سعدي الأمر جملة وتفصيلا. خاصة وأن رئيس حزب التجديد الجزائري كان قد أكد في حواره أنه فور عودته من اللقاء الذي جمعه بالرئيس زروال، اتصل بالمرشحين للرئاسيات آنذاك، كل من سعيد سعدي ومحفوظ نحناح، والذين استقبلهما بوكروح على انفراد في مكتبه، ليكشف لهما فحوى المحادثات التي أجراها مع الرئيس زروال، وقدم اقتراحا بالانسحاب من السباق الرئاسي، مضيفا بأن الرجلين وبعد حديث طويل رفضا الفكرة. وفند سعيد سعدي، في تدوينته ما وصفها ب”الادعاءات” التي جاءت على لسان نور الدين بوكروح، وأضاف قائلا ”لا أعلم إن كان قد اتصل بمحفوظ نحناح والحديث الذي جرى بينهما لكن فيما يخصني أفند هذا الادعاء الذي يطرح لأول مرة أمام الرأي العام في هذه المرحلة من التفكك الوطني”، مشيرا أنه لم يكن طرفا في تلك المحادثات ولم يلتقي بالرئيس السابق لحركة التجديد الجزائري. وكان آخر ظهور إعلامي للسياسي المحسوب على تيار العلمانيين في الجزائر ديسمبر 2016، حيث وقع في خرجته تلك رسالة وجهها إلى الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، حيث احتج من خلالها على وضع العراقيل أمام سعيه لإنشاء جمعية أفود التي يرأسها، مغتنما الفرصة ليفتح الملفات السياسية حيث انتقد بشدة الأوضاع التي مرت بها البلاد خلال سنة 2016. وسنة 2015 صرح سعدي بأن الجزائريين لو لم يدرسوا العربية لما تعلموها، وبعدها كانت الخرجة الأكثر إثارة عندما أطلق تصريحات في حق الشخصيات التاريخية مصالي الحاج، أحمد بن بلة، وعلي كافي، والتي وصفها مسؤولون في الدولة ب”الانزلاق” حينئد، حيث اتهم هم الأول ب”الخيانة” والثاني ب”العمالة” والثالث ب”معاداة القبائل”. وفي كل مرة يخرج فيها زعيم الأرسيدي السابق إلى العلن، إلا ويصنع ”تميزا” مثيرا للجدل على الساحة السياسية، خاصة وأن الدكتور في الأمراض العقلية يعدّ من بين الشخصيات السياسية ”المخضرمة” سياسيا في الجزائر.