تعيش الكرة الجزائرية تحت رهان الصراعات والخلافات في الفترة الأخيرة، بعد بروز حرب معلنة بين رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم، محفوظ قرباج ورئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج، حيث يسعى كل طرف لطرد الآخر من منصبه بشتى الطرق. ويرغب رئيس الفاف خير الدين زطشي في أن يواصل مهمته بالقضاء على الحرس القديم في الكرة الجزائرية، والإطاحة بقرباج آخر الرؤوس الفاعلة في فترة الرئيس السابق للاتحادية محمد روراوة، غير أن قرباج يرفض ترك منصبه، ويتشبت برئاسة الرابطة. من جانبه، فإن رئيس الرابطة يرفض البقاء مكتوف الايدي ويحضر في الخفاء لسيناريو غير متوقع، وهو الإطاحة برئيس الفاف خير الدين زطشي وإجباره على الرحيل من منصبه قبل نهاية عهدته، حيث تم نهج خطة محكمة بتزكية من أطراف تابعين لرئيس الفاف السابق. وكان رئيس الفاف السابق محمد روراوة قد استدعى قرباج إلى القاهرة لحضور بطولة الأندية العربية، رفقة رئيس لجنة الانضباط حميد حداج، المستشار السابق لروراوة عبد القادر برجة والحكم الدولي السابق رشيد مجيبة، المناجير السابق للخضر نبيل بوتنون، فضلا عن الرئيس السابق للجنة التحكيم خليل حموم، بينما اعتذر المدير السابق للمنتخبات الوطنية وليد صادي عن قبول دعوة روراوة. الفاف تكذب قرباج مجددا في خطوة جديدة من رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم خير الدين زطشي، فقد أعلنت الفاف عبر موقعه أمس الأول، ان تصريحات رئيس الرابطة المحترفة، محفوظ قرباج، كاذبة بخصوص تبريرات غيابه عن اجتماعات الفاف. واستعرض موقع الفاف في بيانه صورًا لدعوات وُجّهت للعنوان البريدي لمحفوظ قرباج، من أجل حضور اجتماع رؤساء الأندية، في الوقت أن قرباج أكد عدم تلقيه أي دعوة، ووصف زطشي ب”الكاذب” قبل أيام فقط. وكان قرباج قد غاب عن اجتماع المكتب الفيدرالي، ما جعل زطشي يطالبه بتوضيحات وتقديم اعتذار بسبب غيابه، خاصةً أن قرباج لم يرسل أي ممثل لهيئته من أجل حضور الاجتماع. وبعد سلسلة البيانات والبيانات المضادة بين الطرفين، نشرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أول أمس بيانا جديدا للرد على تصريحات قرباج الأخيرة لوسائل الإعلام والتي وصف فيها زطشي ب”الكاذب”. وأكدت الفاف في بيانها أن غياب قرباج عن الاجتماع الأخير الذي عقده زطشي رفقة رؤساء الأندية المحترفة يبقى غير مبرر، لأن حضور رئيس الرابطة المحترفة أمر بديهي لهذا الاجتماع باعتباره يترأس الهيئة التي تتبع لها هذه الأندية، ولا يحتاج إلى دعوة مثلما تحجج قرباج، مضيفة أن قرباج نفسه لم يرسل أي دعوة إلى الاتحادية لحضور الاجتماع الذي عقده مع رؤساء الأندية رغم أن الرابطة المحترفة تنشط تحت وصاية ”الفاف”. كما ذكرت الفاف قرباج بغيابه أيضا عن اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد في 26 جويلية الماضي، رغم أنه تم دعوته عن طرق البريد الالكتروني في 16 جويلية، وغيابه عن الاجتماعين اللذين عقدهما زطشي مع مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي رغم أهميتهما. كما رد البيان على تصريحت قرباج التي قال فيها ان رئيس الاتحادية عليه بالاكتفاء بتسيير ”الفاف” وعدم التدخل في عمله، مؤكدة أن قانون الرابطة المحترفة وأضح في مادته الأولى ينص على أنها تنشط تحت وصاية الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، ومن حق رئيس ”الفاف” طلب استفسارات حول تسيير الرابطة المحترفة. وختم البيان بتوجيه اتهامات خطيرة، عندما أكد أن كل هذه الحقائق تدل على أن قرباج هو ”الكاذب”، مضيفا أن طريقة تسيير قرباج للرابطة المحترفة وطريقة تواصله اختلفت، بعدما أصبح من المعارضين بشدة لقرارات ‘الفاف”، وهو ما لم يكن يلاحظ سابقا عندما كانت تعلن القرارات الأحادية دون أن أدنى احتجاج من قرباج، وتسائلت ”الفاف” في بيانها إن كانت هذه التصرفات غير المعهودة من قرباج تدخل ضمن استراتيجية تملى في الخفاء من طرف أشخاص يبحثون عن تعفين الوضع.