نقلت صحيفة ”الحياة” اللندنية عن مصادر ديبلوماسية غربية، أنّ الوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصهره، أظهر ترحيبا ب”حل الدولتين”، خلال زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة لكنه أبلغ، في المقابل، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن ”وقف الاستيطان أمر غير ممكن” لأنه يؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو. وأضافت المصادر أن اللقاء الأخير بين الوفد الأمريكي ونضيره الفلسطيني برئاسة عباس شهد ”بعض التقدم، لكنه لم يكن كافيًا” لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. نقل موقع ”واللا الإخباري” العبري، بأن الجانب الفلسطيني طالب الوفد الأمريكي أن تقوم المحادثات مع الإسرائيليين على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مشيرًا إلى أن الرد الأمريكي كان بضرورة أن يترك ذلك للاتفاق بين الطرفين، وهو الأمر الذي عارضه مسؤولون ومحللون فلسطينيون الذين يطالبون الادارة الأمريكية بموقف واضح يتبنى خيار حل الدولتين من أجل المضي قدما بعملية السلام. وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب: ”تبني الإدارة الأمريكية لحل الدولتين هو الذي يعكس جدية الإدارة في أنها تريد عملية سياسية جادة وحقيقية تقود إلى الأمن والاستقرار في المنطقة وتنهي معاناة الشعب الفلسطيني”. وشدد المتحدث على أنه ”آن الأوان لإدارة ترامب أن تلتفت بجدية إلى أن إقامة دولة فلسطين استحقاق يجب أن يتحقق لأنه الوحيد الذي يقود إلى السلم والاستقرار الإقليمي والدولي”. وقالت المصادر ل”الحياة” إن الوفد الأمريكي أبلغ عباس أنه سيعمل في المرحلة المقبلة على تعزيز العلاقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، قبل إطلاق المفاوضات. وقالت مصادر مطلعة إنّ الوفد الفلسطيني طالب بحرية العمل الاقتصادي للفلسطينيين في المنطقة ”ج” التي تشكل 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربيةالمحتلة، وحرية الاستيراد والتصدير وتعديل البروتوكول الاقتصادي. وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس أجرى، مساء الخميس، محادثات مع جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والوفد المرافق له، بحث خلالها الطرفان عملية السلام في الشرق الأوسط. وحضر الاجتماع، عن الجانب الأمريكي، نائب مستشار الأمن القومي دينا باول، وجيسون غرينبلات رئيس فريق المفاوضات الدولية، والقائم بأعمال القنصل الأمريكي، فيما حضره من الجانب الفلسطيني، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية د.محمد مصطفى، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. وقال نتنياهو خلال لقائه بكوشنير: ”هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نبحثها؛ كيف ندفع السلام والاستقرار والأمن والازدهار في منطقتنا”، وأضاف: ”أعتقد أن كل ذلك ممكن الحصول”. بدوره شدد كوشنير على أن الرئيس ترمب ”ملتزم بالتوصل إلى حل يجلب الازدهار والسلام لجميع سكان هذه المنطقة”. وفي السياق، أعلن استافان دوغاريتش، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، في تصريح صحفي، أنّ الأخير سوف يزور الأراضي المحتلةوالضفة الغربية ومن قبلهما الكويت، في مسعى لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، للقاء المسؤولين الكويتيين والقيادتين الفلسطينية والإسرائيلية لمناقشة سبل بعث عملية السلام”. كما سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة قادة المجتمع المدني والجامعات، وسوف يزور إحدى المنشآت التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا). ولفت دوغاريتش إلى أنه من المقرر أن يعود الأمين العام إلى مقر الأممالمتحدة في نيويورك يوم الأربعاء 30 أوت الحالي. وقال المتحدث، فيما يخص زيارة الضفة والأراضي المحتلة، ”أعتقد أنه من الواضح أنها قضية مهمة على الأجندة الدولية. ومن المهم أن يذهب الأمين العام لزيارة البلدين في وقت مبكر من ولايته”. وتابع ”إن الأمين العام سوف يؤكد مجددًا التزام الأممالمتحدة بتوفير كافة وسائل الدعم الممكنة للفلسطينيين والإسرائيليين، من أجل التوصل إلى حل الدولتين على أساس أنه الخيار الوحيد لتحقيق التطلعات الوطنية للشعبين”. وعما إذا كان غوتيريش سيزور غزة، قال دوغاريتش ”حتى هذه اللحظة، كل ما أستطيع أن أخبركم به هو ما أخبرتكم به بالفعل”. كما قال ”إنه ليس هناك صلة بين زيارة الأمين العام وزيارة جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة”.