رضخ، علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، إلى قرار اللجنة المركزية للحزب التي صوتت لصالح المشاركة في انتخابات المجالس البلدية والولائية المقررة في 23 نوفمبر المقبل، حيث صوت الداعون للدخول في السباق الانتخابي ب134 صوتا مقابل 109 من الرافضين، أي بفارق قرابة 25 صوتا. مقابل ممتنعين اثنين عن التصويت. بعد نقاش حاد جرى بين أعضاء اللجنة المركزية لطلائع الحريات أول أمس خلال اجتماع للجنة المركزية، وبعد ترجيح الكفة لفئة الداعين للمشاركة في المحليات كما كان منتظرا، سيخوض أشد الأحزاب معارضة أول تجربة انتخابية له منذ اعتماده سنة 2015، بعدما قاطع تشريعيات 4 ماي الماضي عن قناعة تامة، وستكون أول امتحان ”سياسي” لبن فليس. ونقلت شهادات من حضروا لقاء مساء أول أمس وجود حالة من المد والجزر في النقاش الذي كان محتدما بين قيادات في حزب طلائع الحريات خاصة الشباب ”المتحمس” الرافض في غالبيته المشاركة في الموعد الانتخابي القادم، وبين منسقي الولايات ومن معهم الذين أصروا على المشاركة، في وقت وجهت اتهامات لأعضاء القيادة الوطنية بتفضيل حساباتهم الخاصة على مصلحة القاعدة النضالية. ورغم أن بن فليس قد عرض أول أمس تقريرا سلبيا عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم في البلاد في الدورة الرابعة للجنة المركزية المنعقدة بالعاصمة، إلا أن أعضاء اللجنة قرروا عدم تكرار سيناريو التشريعيات من خلال تأكيد مشاركة الحزب في الانتخابات المحلية المقررة يوم 23 نوفمبر القادم. وسبق وأن تناولت ”الفجر”، توجه حزب رئيس الحكومة الأسبق للمشاركة في المحليات، لعدة اعتبارات أولها إنقاذ الطلائع من ”هجرة” مناضليه إلى أحزاب أخرى، حيث تعتري ”الطلائعيين” طموحات المشاركة وذلك من أجل إرضاء القاعدة ومنحهم فرصة للتموقع في المناصب والمسؤوليات نظير نضالهم السياسي، وبداية لتغلغل الحزب الجديد من جهة ثانية على مستوى المجالس المنتخبة. وسيكون المرشح السابق للرئاسيات، أمام أول امتحان سياسي له، مع أحزاب السلطة التي تعول على حصد أكبر عدد من مقاعد المجالس المنتخبة خاصة حزبي السلطة (الأفلان والأرندي)، كما سيكون بن فليس في أول تجربة له لاختبار مدى قدرة مناضليه في التجنيد الشعبي من باب أن المحليات بالدرجة الأولى، هي احتكاك مباشر مع المواطنين للفوز بالأصوات، وسيكون هذا الأمر اختبار حقيقي له أيضا في معرفة سمعة الرجل شعبيا، خاصة وأن حسابات في الأفق تدرس بكل جدية ملف رئاسيات 2019. وإن كان رئيس الحكومة الأسبق سيخوض أول تجربة له، فإن حزب جيل جديد سيبقى الحزب الوحيد المقاطع في المحليات، خاصة وأنه سيعقد اجتماع لمكتبه الوطني خلال سبتمبر الداخل بعد أن أجل اللقاء الذي كان مبرمجا غدا بعد عودة الوزير الأول أحمد أويحيى على رأس الجهاز التنفيذي وهو ما جعل حزب جيلالي سفيان يتجه نحو مقاطعة المشاركة في موعد 23 نوفمبر القادم بخطى ثابتة حسب ما وصلنا من الحزب.