أعلنت كوريا الشمالية أنها اختبرت، أمس الأحد، قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، وأنّ التجربة كُللت بنجاح ”تام” بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الرسمية. وذكرت الوكالة أنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قام بتفتيش قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات، وذلك خلال زيارته لمعهد الأسلحة النووية. وقال التقرير إن المعهد نجح في صنع ”سلاح نووي أكثر تطورا”، ما أحدث ”تحولا” في الأسلحة النووية للبلاد. وأضافت الوكالة في نشرتها الإنجليزية إن العلماء قاموا بتحسين أدائهم الفني على مستوى عال جدا على أساس النجاحات الباهرة التي تحققت في أول اختبار للقنبلة، وأن القنبلة الهيدروجينية يمكن تفجيرها على ارتفاعات عالية في هجوم النبض الكهرومغناطيسي القوي. ولفت التقرير إلى أن كافة أجزاء القنبلة الهيدروجينية تم تصنيعها محليا. وظهر كيم في صور، يرتدي بزة سوداء ويفحص عبوة معدنية قالت الوكالة إنها قنبلة هيدروجينية. ونقلت الوكالة الرسمية عن كيم قوله إن الرأس الحربية التي تفقدها هي ”سلاح ذري حراري ذو قوة تفجيرية خارقة صنعناه بجهودنا وتكنولوجيتنا”. وقال وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، للصحافيين، ”نؤكد أن كوريا الشمالية اجرت تجربة نووية”. وأوضح المعهد الجيولوجي الأمريكي أن الهزة الأرضية بلغت شدتها 6.3 درجات، أي أنّها أقوى من الانفجارات التي رصدت في التجارب السابقة. استفزاز غير مسموح به وفي أعقاب الإعلان عن التجربة، أصدرت الحكومة الكورية الجنوبية بيانا تدين فيه التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية. وستفاقم هذه التجربة، بالتأكيد، التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية. وقال مستشار الأمن الوطني، جونغ وي يونغ، في إيجاز صحفي، إن الرئيس مون أوضح في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني أن بلاده لن تسمح أبدا لكوريا الشمالية بمواصلة تطوير التكنولوجيا النووية والصاروخية، مؤكدا على أهمية حماية أرواح الشعب والأمن الوطني. وأضاف أن الرئيس مون وجه أمرا لإيجاد سبل لفرض أقسى عقوبة ضد كوريا الشمالية بالتعاون مع المجتمع الدولي. وتباحث الرئيس دونالد ترامب، السبت، هاتفيا مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، التهديد الذي باتت تمثله كوريا الشمالية، بحسب ما تضمنه بيان صادر عن البيت الأبيض. واعتبر الرئيس الأمريكي في وقت سابق، أن الحديث مع كوريا الشمالية ”ليس الحل”، ملمحا في تغريدة إلى أن البحث عن حل سياسي مع نظام بيونغ يانغ محكوم عليه بالفشل. وأوضحت هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية، الأحد، أن رئيسها جونغ كيونغ-دو أجرى اتصالا هاتفيا طارئا مع نظيره الأمريكي جوزيف دونفورد في أعقاب تجربة كوريا الشمالية النووية السادسة، واتفق معه على اتخاذ تدابير عسكرية مشتركة ضد استفزاز كوريا الشمالية. وقالت الهيئة إن جونغ اتفق مع دونفورد في الرأي على أن تجربة كوريا الشمالية النووية تمثل استفزازا خطيرا وغير مسموح به. وأوضح رئيس العمليات لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة في كوريا الجنوبية، جو هان كيو، في بيان، أن التحالف الكوري الجنوبي والأمريكي الذي يعتبر أقوى من أي وقت مضى، يمتلك قدرات كافية على مواجهة الاستفزازات الكورية الشمالية، محذرا باتخاذ القوات المشتركة بين البلدين لتدابير مضادة. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، الأحد، إن التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة ”مؤسفة جدا” وتنم عن ”استهتار كامل” بطلبات الأسرة الدولية المتكررة، في وقت صدرت إدانات متعددة من عدة عواصم عالمية. وأدانت وزارة الخارجية الصينية التجربة ”بشدة” داعية بيونغ يانغ إلى ”الكف عن تصعيد الوضع” عبر ”مبادرات لا تخدم مصالحها”. من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن ”هذا التعبير الأخير من قبل بيونغ يانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي يستحق أشد الإدانة”. وأضافت أنه ”من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد”. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسرة الدولية إلى التحرك ”بأكبر قدر ممكن من الحزم”، مضيفا أن التجربة النووية الأخيرة تشكل ”مساسا بالسلام والأمن”. وأجرت بيونغ يانغ تجربتين نوويتين وعشرات التجارب الصاروخية منذ بداية العام الماضي، ما دفع بالأمم المتحدة إلى فرض عقوبات عليها. ويرى البعض أن كيم جونغ أون يرد على الضغوط الأمريكية مثل نشر أصولها الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية، من خلال استفزازات صاروخية. وأطلقت صباح الثلاثاء الماضي صاروخا باليستيا من نوع ”هوانسونغ 12” سقط على بعد 1180 كيلومترا من سواحل جزيرة هوكايدو اليابانية، وتمت عملية الإطلاق بحضور الزعيم كيم جونغ أون. وكانت أقوى التجارب الخمس التي قامت بها بيونغ يانغ منذ 2006. وتسعى إلى تطوير سلاح نووي صغير بما فيه الكفاية ليتم تحميله على صواريخ بالستية عابرة للقارات. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا الشهر محذرا من أنه سينفذ المزيد من العقوبات على أعمالها الاستفزازية.