تعتبر شرشال واحدة من المدن التي تُطل على البحر المتوسط ، حيث تبعد عن العاصمة الجزائرية ب 90 كيلومترا مربعاً، وتاريخياً كانت شرشال من المدن الأمازيغية التي كانوا يُطلقون عليها اسم إيول، وكانت مزدهرةً في عهد القرطاجيين، كما خضعتْ لحكم ماسينيسا فأصبحت من المدن النوميديا. في عام 105 قبل الميلاد سيطر عليها الرومان بعد انتصارهم على مملكة نوميديا، وكان ذلك بعهد الملك يوبا الثاني والذي كان وليَ عرش الأمازيغ في تلك الفترة، وأصبحت المدينةُ عاصمةَ موريتانيا القيصرية، واستبدلوا اسم المدينة إيول باسم القيصرية؛ تكريماً لإمبراطور روما أغسطس قيصر. أما في عهد الإمبراطور الرّوماني كايجولا فقدت المدينة القيصرية استقلالها وسُميّت باسم كولونيا كلاوديا سيزاريا، وأصبحتْ عاصمةَ ولاية روما الجديدة، والتي تتمثّل في ثلثي الجهة الشمالية من الجزائر، وفي عام 372م دُمرتْ المدينة على يد الوندال، وخضعتْ لسيطرةِ البيزنطيين في عام 534م، وفي تلك الفترة ازدهرتْ المدينة بشكلٍ كبير، وبعد العهد البيزنطي عادت المدينة للانحدار واختفت من الذاكرة حتى جاءت الفتوحات الإسلامية لمناطق الشمال الإفريقي وأطلقوا عليها اسم شرشال. ومرت على مدينة شرشال عدة حضارات كالفرعونية والقرطاجية والرومانية، وقد أطلقت عليها تسميات كثيرة من بينها، يول، قيصرية وشرشال، حيث يوحي كل اسم منها إلى فترة تاريخية معينة تروي من خلالها تاريخ وأساطير المدينة العريقة. واشتهرت المدينة باسم ”إيول” في العهد الفينيقي، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة لإله فينيقي، لتتحول بعد ذلك إلى قيصرية في العهد الروماني نسبة إلى قيصر ”أكتافيوس”، حيث جعلها عاصمة لمملكته. كما بني ميناء كبير أقيمت من خلاله علاقات اقتصادية بين أهم الموانئ الإسبانية والإيطالية، وبعد الفتح العربي الإسلامي لشمال إفريقيا تغير اسمها ليصبح شرشال، حيث يعود أصل التسمية إلى ثلاث روايات الأولى تشير إلى أن لفظ كلمة شرشال مركب من كلمتين ”شر” و”شال”، حيث تعني الأولى ”خراب” والثانية ”زال”، بينما تقول الرواية الثانية أن منابع كثيرة انفجرت حيث شكلت عيونا وشلالات، فأطلق عليها باللهجة المحلية الشلحية إسم ”أشرشار” ومعناه شلال متدفق، ومع مرور الوقت حذفت الألف في أول الكلمة ثم حوّل الراء إلى لام في آخر الكلمة فأصبحت تدعى شرشال. أما الثالثة فنسبة لشرش البحر أي هيجان البحر.