يعود المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية الذي تأسس منذ تسع سنوات، هذا العام بنفس الهدف المتمثل في تفتح المشهد الثقافي الجزائري على العالمية وترسيخ التبادلات مع ”الأمم الكبيرة” في مجال الموسيقى الكلاسيكية، لتقريب الجمهور الجزائري أكثر مع هذه الموسيقى الكلاسيكية العالمية. وقد استطاع هذا المهرجان الذي يعتبر من الأحداث الهامة على الساحة الفنية، أن يكسب شعبية ويؤسس شهرة مكنته على مدار الأعوام من جلب معدل يتراوح بين 5 و10 آلاف متفرج في كل طبعة. واستطاع المهرجان خلال الطبعات الفارطة استضافة 30 بلدا قام بعضها بنقل الأوركسترا إلى مدن أخرى خارج العاصمة لإحياء سهرات عرفت إقبالا متزايدا في كل مرة، كان ثمرة التبادلات الثقافية مع العديد من البلدان التي تعتبر الموسيقى السمفونية من تقاليدها الفنية. وتصر بلدان مثل إيطاليا وإسبانيا وجمهورية التشيك والولايات المتحدة التي كانت ضيفة العديد من طبعات المهرجان، على تنظيم حفلات خارج البرمجة، تتحف فيها الجمهور بأعمال كبار الملحنين العالميين. وتأسس المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية في 2009 بعد إنشاء في 1992 للأوركسترا السمفونية الوطنية تحت قيادة المرحوم عبد الوهاب سليم. وكانت بداية الأوركسترا بحوالي 20 موسيقيا، وتضم اليوم الأوركسترا، التي تغير اسمها إلى ”أوركسترا أوبرا الجزائر العاصمة”، قرابة المائة عازف تحت قيادة المايسترو أمين قويدر. ويعتبر ”نشر الموسيقى العالمية عبر كل مناطق الجزائر وترقية التراث الموسيقي الوطني” من بين أهداف مهرجان الموسيقية السمفونية التي يواصل أوركسترا أوبرا الجزائر بث روحها من خلال نشاطاتها بين دورة واخرى للمهرجان. وتسعى الأوركسترا السمفونية لأوبرا الجزائر تحت قيادة أمين قويدر من خلال تكثيف الجولات عبر الجزائر الاستثمار في برنامج يهدف إلى نشر الموسيقى الكلاسيكية لتكريسها في المشهد الثقافي الجزائري. كما يتجلى ذلك أيضا من خلال الحفلات البيداغوجية الموجهة للأطفال، حيث يتم خلالها التدقيق في تلقين هذا الطبع الكلاسيكي والعمل على تعريف أصول الآلات الموسيقية المستعملة، وذلك من أجل تأقلم سليم مع سجل هذه الموسيقى الراقية الصعبة لدى غير العارفين بها، ونفس الشيء بالنسبة لأوركسترا الشباب التابع لأوبرا الجزائر أو ”الأوركسترا السمفونية +ب+” التي أنشئت في 2017 والمكمونة من 30 عازفا القادمين من مختلف معاهد الموسيقى التي جمعها المرحوم رشيد صاولي. وبهذه الفرقة التي لا يتجاوز معدل سن أعضائها ال20، ينتظر ضمان استمرار ”أوركسترا أوبرا الجزائر” قبل تمكين كل المدن الكبرى في الجزائر من أوركسترا سمفونية خاصة بها وهو أحد اهتمامات المهرجان.