شرع الجيش التركي في نشر قواته في محافظة إدلب السورية، بهدف تأسيس نقاط مراقبة لمتابعة وقف إطلاق النار في ”منطقة خفض التوتر” التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق أستانة في العاصمة الكازاخية. ونقلت وكالة ”الأناضول” التركية أنّ المرحلة الأولى تتضمن الانتشار في المنطقة الممتدة بين إدلب ومدينة عفرين بمحافظة حلب. لافتة إلى أن عناصر القوات المسلحة التركية التي عبرت الحدود مع سوريا من بلدة ريحانلي بولاية هطاي جنوبي البلاد، شرعوا في الانتشار اعتبارا من يوم أمس الخميس في الأطراف الشمالية لإدلب. وتموضع عناصر الجيش في المرحلة الأولى في منطقة قريبة من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة مقاتلي ”حزب العمال الكردستاني” الذي تعتبره أنقرة تنظيما إرهابيا، والمتاخمة للحدود التركية. و يجري الانتشار في ضوء اتفاقات أستانة مع الدولتين الضامنتين الأخريين لوقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وإيران)، سيتواصل تدريجيا في الخط بين إدلب وعفرين. ومن المنتظر أن تشكل القوات المسلحة التركية نقاط مراقبة في أكثر من 10 مواقع، خلال انتشارها الذي سيمتد تدريجيا من شمال إدلب باتجاه الجنوب، في الفترة المقبلة. وسيتم انتشار عناصر القوات المسلحة التي تشكل أحد أطراف قوة مراقبة ”منطقة خفض التوتر”، المؤلفة من قوات الدول الضامنة، في إطار اتفاق أستانة. وستقيم تركيا نقاط مراقبة في الأجزاء الداخلية من إدلب، فيما ستؤسس القوات الروسية نقاط مراقبة خارجها. وتجري عملية انتشار الجيش التركي في إدلب، بالتنسيق مع الجيش السوري الحر للحيلولة دون حدوث موجة نزوح. وفي مارس 2015، خرجت مدينة إدلب عن سيطرة القوات النظامية السورية، وأصبحت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة والتنظيمات المسلحة المناهضة للحكومة. وتحولت المحافظة التي تضم 2.5 مليون نسمة، إلى مكان مزدحم يحوي قرابة 4 ملايين شخص، بعد نزوح المدنيين الهاربين من المناطق الداخلية إليها. وكانت كل من ”حركة أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”، قد انسحبتا من مركز المدينة قبل قرابة ثلاثة أشهر. وفي السياق أعلنت مصادر امنية تركية أمس، عن توقيف 34 شخصا يشتبه في انتمائهم الى حزب العمال الكردستاني خلال حملة مداهمات شملت ست ولايات تركية. ونقلت (الأناضول) عن المصادر قولها ان فرق مكافحة الإرهاب نفذت مداهمات ضد حزب العمال الكردستاني في ولايات أضنة وإسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب وشانلي أورفة وشيرناك. ودأبت قوات الأمن والجيش التركي على استهداف مواقع حزب العمال الكردستاني وملاحقة عناصره جنوب وجنوب شرق البلاد وشمال العراق ردا على هجمات إرهابية تنفذها المنظمة داخل تركيا بين الحين والآخر ضد المدنيين وعناصر الأمن.