كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأول مرة تفاصيل جديدة تتعلق بطبيعة الاتفاق بين تركياوروسيا وإيران حول فرض منطقة عدم اشتباك جديدة في محافظة إدلب السورية، وذلك عقب سلسلة المباحثات التي أجراها كبار القادة الأتراك مع نظرائهم في روسيا وإيران. وقال الرئيس التركي في طريق عودته من طهران إلى أنقرة، الخميس، في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة إنه بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي زار أنقرة قبل أيام التفاصيل المتعلقة بآلية فرض منطقة عدم الاشتباك في إدلب. وأوضح في التصريحات التي نقلتها صحيفة «صباح» التركية أنه جرى الاتفاق على أن يتولى الجيش التركي مسؤولية الأمن في داخل محافظة إدلب، بينما يتولى الجيش الروسي مسؤولية الأمن خارج حدود المحافظة، وقال: «تم رسم خارطة طريق بين تركياوروسيا لتطبيق هذا الاتفاق»، واعداً بأن الأيام المقبلة سوف تشهد بدء تطبيق هذا الاتفاق. وأضاف: «تم الاتفاق بشكل نهائي على حدود مناطق عدم الاشتباك، وجرى تقاسم الحفاظ على أمن هذه الحدود بشكل نهائي تركيا ستكون من الداخل وروسيا من الخارج»، وتابع: «بهذا الشكل سوف نتمكن من ضمان الأمن والهدوء للسكان المدنيين هناك.. كما نجحنا في جرابلس والراعي وكما جعلنا 100 ألف مدني يعودون إلى منازلهم سوف نقوم بعمل مشابه في إدلب وستقوم القوات المسلحة التركية بحفظ أمن داخل حدود المحافظة». وعقب لقائه بوتين قبل أيام أكد أردوغان أن هناك «آلية ثلاثية» في سوريا، تضم تركيا وإيران وروسيا، تعمل في إطار محادثات أستانة، وتولي اهتماماً بالغاً بإنشاء مناطق خفض التوتر في هذا البلد، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي جرى بين الأطراف الثلاثة «الضامنة» لاتفاقيات مناطق عدم الاشتباك الذي جرى التوافق عليها في الأستانة. ويبدو أن بعض التفاصيل المتعلقة بآليات وحدود مناطق عدم الاشتباك في إدلب كانت لا زالت عالقة بين الأطراف الثلاثة، لكن زيارة بوتين إلى أنقرة وما أعقبها مباشرة من مباحثات عسكرية غير مسبوقة قادها رئيس أركان الجيش التركي في طهران ولقاء أردوغان وروحاني في طهران تمكنت من إنهاء هذه الخلافات والتوصل إلى آلية نهائية للتحرك المتوقع في إدلب. ومنذ نحو ثلاثة أسابيع، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى الحدود مع سوريا شملت مئات الدبابات والمدرعات والعربات العسكرية بالإضافة إلى جرافات مدرعة وطواقم طبية وعيادات متنقلة إلى جانب آلاف الجنود وأفراد القوات الخاصة استعداداً للتحرك نحو إدلب، وكان آخر هذه التعزيزات وصول ناقلات جند ومدافع متنقلة إلى ولاية كيلس الحدودية. وفي السياق ذاته، التقى أردوغان، الخميس، مع رئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت باهجه لي، في العاصمة أنقرة في لقاء يعتقد أنه هدف إلى إطلاع المعارضة على خطط الحكومة للتعامل مع الأزمات في سوريا والعراق واحتمال قيام الجيش بتحرك عسكري قريب. ونهاية الشهر الماضي، وافق البرلمان التركي على طلب الحكومة تمديد الصلاحية الممنوحة للجيش للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق. وخلال الأيام الأخيرة، كثف الطيران الروسي غاراته الجوية بشكل غير مسبوق لا سيما ضد هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» في إدلب، في خطوة أشبه بالتمهيد الجوي قبيل بدء تطبيق اتفاقية مناطق عدم الاشتباك والتي سوف يتخللها على الأغلب عملية عسكرية ضد عناصر التنظيمات المتشددة وعلى رأسها «جبهة النصرة». وادعى الجيش الروسي ، الخميس، أنه دمر في سوريا «أكبر مستودع للذخيرة» لفصائل «هيئة تحرير الشام». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان ان «الطيران الروسي دمر اكبر مستودع (…) للذخيرة لتحرير الشام بالقرب من ابو الظهور في محافظة ادلب» في شمال غرب سوريا، لافتاً إلى أن «المستودع الذي يقع في العمق كان يضم أكثر من ألف طن من الذخيرة» خصوصا للمدفعية. ويأتي هذا الإعلان بينما أكد الجيش الروسي الأربعاء أن القائد العام لهيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني في «حال حرجة» إثر إصابته في غارة روسية أسفرت عن مقتل 12 قياديا في الهيئة، في خبر نفته الهيئة، ولم تؤكده أي مصادر سورية أخرى في المحافظة. فيما يتعلق بمحافظة عفرين، رد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، في لقاء تلفزيوني الخميس، على سؤال يتعلق بإمكانية القيام بعملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في عفرين بالقول: «تركيا مستعدة للقيام بأي عمل ممكن في المكان والزمان المناسبين للحفاظ على أمنها القومي».