قالت وكالة أنباء الأناضول التركية ، اليوم السبت ، لإن وحدات من الجيش التركي تستعدّ للانتشار في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا ، وذلك في إطار تفاهمات المسار السياسي لحلّ الأزمة السورية التي رعتها أنقرة وموسكو وطهران. وكانت الأطراف الثلاثة الضامنة للمسار السياسي في العاصمة الكازاخية أستانة، قد أعلنت شهر سبتمبر توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة "خفض توتر" في إدلب، وفقا لاتفاق تم توقيعه في ماي الماضي، واتفقت الدول الثلاثة وهي إيران وتركيا وروسيا على تحديد نطاق المنطقة، وتحديد الجهات التي ستتولى تأمينها، ومراقبة التزام كافة الأطراف بتخفيف التصعيد. و من المقرر أن تنتشر عناصر من الجيش التركي ضمن حدود منطقة "خفض التوتر" المحددة في إدلب (بموجب الاتفاق)، لتحقيق استدامة لوقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف ، حسب الأناضول ، التي أفادت أن وحدات الجيش التركي ستتشكل من عدة نقاط تفتيش ومراقبة في المدينة. و تشير المصادر العسكرية والدبلوماسية إلى أن تحركات عناصر الجيش التركي لن تكون "عملية عسكرية"، بل "انتشار"، كما أن خوض اشتباكات مع النظام السوري أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر غير مستهدف، وبالرغم من ذلك فإن الجيش التركي أجرى استعداداته آخذا بالحسبان جميع المخاطر الأمنية المحتملة، حسب المصدر ذاته. وتعتبر إدلب واحدة من المناطق التي شهدت أكبر موجة عنف في الأزمة السورية، إذ تعرضت المدينة لغارات جوية عنيفة عقب خروجها عن سيطرة النظام، ومشاركة روسيا في الحرب خلال أكتوبر 2015، كما تحولت في الآونة الأخيرة إلى ملاذ آمن لملايين النازحين السوريين الذين فروا من مناطقهم.