l كمال نواري: ”كان على الوزارة توزيعها قبل الدخول المدرسي” أمرت مديريات التربية عبر مختلف ولايات الوطن مديري المتوسطات ومفتشي إدارة الابتدائي للحضور إلى مقراتها قبل نهاية الأسبوع لاستلام قرص مضغوط لتوزيعه على الأساتذة قبل خروجهم لعطلة الخريف التي من المنتظر أن تطلق يوم 31 أكتوبر الجاري، ويأتي هذا في إطار وقف بعض التأويلات حول كيفية تنصيب المناهج لتجاوزات القراءات الخاطئة للأساتذة الجدد وإزلة اللبس والمساهمة في تحسين الأداء. وحسب الرزنامة المدرسية الصادرة عن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط فإن عطلة الخريف ستكون من 31 أكتوبر 2017 مساء إلى 5 نوفمبر 2017 صباحا وهذا لمدة 4 أيام، وأمام هذا سارع مدراء التربية وانطلاقا من تعليمات تلقوها من قبل وزارة التربية إلى توجيه إرسالية إلى مختلف مدراء المتوسطات ومفتشي إدارة الابتدائي تحمل الطابع السري والاستعجالي تطالبهم فيها بالحضور لاستلام أقراص مضغوطة للأساتذة تحوي فيها المناهج الجديدة والدليل الخاص بالأساتذة للموسم الدراسي 2017-2018. ويأتي هذا بعد أن أدخلت وزارة التربية الوطنية تعديلات في المناهج والبرامج في الطورين المتوسط والابتدائي، من أبرزها تخفيض حجم حصص ورفع معاملات بعض المواد مع تقليص بعضها إضافة إلى إدراج مناهج جديدة لتدريس العربية في الابتدائي. وأبرز ما عدل في الموسم الدراسي الحالي هو تقليص مدة حصص بعض المواد الخاصة بتلاميذ الطور الابتدائي مع رفع حصة التربية البدنية، مع إضافة حصة للمعالجة البيداغوجية لمادة اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية ومادة الرياضيات، وهذا في إطار منشور تنصيب المناهج الجديدة رقم: 1548 الصادر بتاريخ:21-9-2017 أين كشف عن برمجة حصة للمعالجة البيداغوجية 45 د للسنة الثالثة ابتدائي، وهذا في إطار استعمال الزمن البيداغوجي والتوقيت الأسبوعي للطور الثاني من التعليم الابتدائي. كما أدخلت وزارة التربية الوطنية تعديلات جديدة في مواقيت ومعاملات المواد لمستوى الثانية والثالثة متوسط، وهذا من خلال منشور 1547 المؤرخ في 21 سبتمبر 2017 والمتضمن تنصيب المنهاج المحسن للطور الثاني لسنتي الثانية والثالثة متوسط. وفي هذا الإطار ينتظر أن تحمل الأقراص المضغوطة الإجراءات الواجب اتخاذها لتطبيق المناهج المحسنة للطور الثاني من التعليم المتوسط الذي يشرع فيها من السنة الدراسية 2017-2018، خاصة مع تحديد الطور الثاني ”السنتين الثانية والثالثة” من التعلم المتوسط في مجالات تعليمية تشمل الجوانب التربوية الأساسية اللغوية والعلمية والتكنولوجية والاجتماعية والجمالية والبدنية والرياضية بحيث ترجمت إلى مناهج أعدتها المجموعات المتخصصة للمواد وصادت عليها اللجنة الوطنية للمناهج. وتهدف هذه الأقراص إلى تزويد الأساتذة بالتعليمات والمناشير الرسمية ومساعدتهم على قراءة المنهاج وفهم المسعى التربوي المعتمد وتخطيط التدرج وتكييفه باستمرار حسب تطور تعلمات التلاميذ وبناء على ما يفرزه التقييم بكل أنواعه. كمال نواري: ”كان على الوزارة توزيعها قبل شهرين” كما ستساعد هذه الأقراص، الأساتذة على إعداد الأنشطة وتصميم الوضعيات التعليمة والتحضير الوافي للمقاطع التعلمية قصد ضمان التطبيق الجيد للمناهج الجديدة والتي تسمح بترجمتها إلى الفعل التربوي اليومي سواء داخل القسم أو في المؤسسة التعليمية أو في محيطها. وينتظر أن تحوي أيضا ما أفرزته مذكرتان توجيهيتان صادرتان عن المفتشية العامة للبيداغوجيا من تغييرات في كيفيات تناول بعض حصص اللغة العربية في السنتين الأولي والثانية، خاصة بعد أن أدخلت وزارة التربية تغييرات طفيفة في السنتين الثالثة والرابعة، إضافة إلى بعض الإجراءات التي ستمس كل سنوات الطور الابتدائي، من بينها ما يسمي بالأسبوع البيداغوجي بدل الأسبوع الفلكي وعودة التقويم المستمر وتنقيطه في كل فصل، وهذا في إطار اعتماد المرونة في تدريس اللغة العربية والذي يمكن الأساتذة من الإستفادة من الإستقلالية. وأكدت وزيرة التربية في وقت سابق أنه سيتم تمكين كل الأساتذة من قرص مضغوط يحمل كل الوثائق اللازمة للتدريس. وعن عملية التكوين التي شرعت فيها الوزارة والتي مست في السنوات الأخيرة بشكل كبير الأساتذة الجدد الناجحين في مسابقات التوظيف، أكدت بأن التكوين في قطاع التربية سيمس كل منتسبي السلك التربوي من الأستاذ إلى الحاجب. وانتقد الناشط التربوي تأخر وزارة التربية في توزيع هذه الأقراص وقال ”توفرت المناهج والوثائق المرافقة ودليل الأستاذ ودليل الأنشطة والمخططات السنوية لبناء التعلمات لأساتذة الابتدائي والمتوسط، لكن للأسف جاءت بعد مرور شهرين من الدخول المدرسي في حين من المفروض تكون عند الأستاذ قبل انطلاق الموسم الدراسي”.