أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الدين الحريري (46 عاما)، استقالته من رئاسة الحكومة، متهما إيران وحزب الله بالتدخل في الشؤون اللبنانية وفي البلدان العربية. وقال الحريري: ”إني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى وسيكونون قادرين على التغلب على الوصاية من الداخل والخارج”. وجاءت استقالة الحريري بشكل مفاجئ بعد عام من تقلده منصبه، خلال تواجده بالعاصمة السعودية الرياض. وكانت زيارة الحريري للسعودية هي الثانية في ظرف أيام، التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال الحريري في خطاب الاستقالة: ”لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي”، واصفاً الأجواء في لبنان ب”ما كان عليه الحال خلال المرحلة التي سبقت اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري”. وأكد الحريري أنّ لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، مؤكدا على رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى أن ”تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي”. إنه رغم سياسة النأي بالنفس التي اتبعها، واصلت إيران إساءاتها إلى لبنان والمنطقة، وقال: ”الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها”. وأضاف: ”لإيران رغبة جامحة بتدمير العالم العربي، وأيدي إيران في المنطقة ستُقطع”. وإثر إعلان الاستقالة قرر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قطع زيارته إلى شرم الشيخ في مصر والعودة فوراً إلى لبنان. وعلق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على استقالة الحريري قائلا: ”كنت أنتظر قرار الحريري منذ وقت، لأن هناك وضعا غير سليم داخل الحكومة”، وأضاف سليمان إنّ ”ما بُني على خطأ فهو خطأ، التسوية حصلت من دون صراحة وصدق بين المشاركين ولم يكن هناك توازن بين الفرقاء”، مشيرا إلى أن الحريري وصل إلى وقت لا يستطيع أن يتحمل التنازلات والشارع اللبناني بمعظمه لا يقبل بالتنازلات”. قال رئيس تيار ”المردة” النائب سليمان فرنجية عبر ”تويتر”: ”استقالة الرئيس سعد الحريري لا نعرف سببها وهذا قراره، ولكننا لن نرضى برئيس حكومة يتحدى المكون السني ولا يحظى برضى وطني”. من جهته، اعتبر رئيس كتلة ”المستقبل” النائب فؤاد السنيورة، استقالة الحريري تنبيها لما آلت إليه التسوية السياسية في لبنان”. وأعلنت وسائط إعلامية أمس أن القائم بالأعمال السعودي ودبلوماسيين في السفارة السعودية غادروا لبنان عائدين إلى الرياض.