أعلن وزراء المعارضة عن الاستقالة من الحكومة أمس، في وقت كان سعد الحريري في لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بواشنطن. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد أعلنت دعمها لقرار المحكمة الدولية. جاء على لسان وزير الصحة اللبناني، محمد جواد خليفة، قبل ذلك، أن وزراء أحزاب المعارضة في الحكومة سيستقيلون من مناصبهم، إذا لم يجتمع مجلس الوزراء لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رفيق الحريري. وقال الوزير، وهو من حركة ''أمل'' الشيعية، أقرب حلفاء حزب الله: ''إذا لم ينعقد مجلس الوزراء، يعني أن الحكومة غير موجودة، وسيقدم 11 وزيراً استقالاتهم اليوم''، ويقصد وزراء حزب الله وحلفاؤهم الذين يبلغ عددهم عشرة وزراء. أما الوزير الحادي عشر، والذي لم يذكر اسمه فيعتقد أنه أحد المستقلين وقريب من رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفي هذه الحال، فإن الاستقالة ستسقط آليا، ويجد رئيس الجمهورية نفسه في هذه الحال، ملزما بالدعوة إلى استشارات نيابية تهدف إلى تشكيل حكومة جديدة، وحتى في هذه الحالة، فإن الشخصية المؤهلة للقيام بالمهمة، ستبقى دائما شخصية الحريري، باعتباره صاحب الأغلبية في المجلس النيابي، وفي حالة حدوث هذا، فإن زعيم الأغلبية سيقضي أشهرا في البحث عن حكومة أخرى، قد يعجز عن تشكيلها. وتأكيدا لهذا المطلب، أوضح أحد وزراء حزب الله، وهو السيد محمد فنيش، أن المسعى السعودي السوري ''الذي راهنّا عليه'' وصل إلى طريق مسدود بسبب الضغوطات الأمريكية وعدم قدرة الفريق الآخر على تجاوزها'' والمطلوب من اللبنانيين البحث لإيجاد حل. معتبرا أن التدخل السعودي السوري كان إيجابيا.'' وانتهى إلى أن المعارضة تنتظر ردا من رئيس الحكومة عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال ساعات. وقد جاءت هذه التداعيات كلها بعد أن أعلنت قوى المعارضة اللبنانية، وعلى لسان رئيس تكتل ''التغيير والإصلاح'' النائب ميشال عون، أن المبادرة السعودية السورية قد طويت وتم تجاوزها. وأرجع عون هذه النهاية إلى عدم تعاون رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه مع المساعي الهادفة إلى إخراج لبنان من النفق، مما أوصل الجميع إلى طريق مسدود، كما قال عون. وأضاف السيد ميشال عون، أنه أعطى هو وحلفاؤه كل الوقت للحل العربي كي لا يُقال ''إننا نعمل على إفشال هذه المبادرة، ولكن يبدو أنّ الفريق الآخر ظل طيلة المرحلة الماضية يعمل لكسب الوقت''. موقف الطرف الآخر في الحكومة اللبنانية، وهو فريق سعد الحريري، يبقى غير واضح قبل عودة الحريري من زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإن كان أحد المقربين من الحريري قد علق على الأحداث قائلا ''أن نعي المعارضة للمبادرة السعودية السورية هو تملص من قبل الطرف الآخر من القيام بالتزاماته من هذا الاتفاق.'' أمّا النائب البرلماني عن كتلة المستقبل أحمد فتفت فقال، إن المعارضة طرحت طلبات تعجيزية، خاصة ما تعلق بالربط بين هذه التسوية بإسقاط المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.