يبدو أن الكلام الذي كان يسوقه رابح ماجر، عندما كان محللا بالاستوديوهات وبلاطوهات بعض القنوات الجزائرية الخاصة، لم يطبقه هو نفسه على أرض الواقع بعدما أصبح مدربا للمنتخب الوطني الجزائري. أقام النجم السابق للخضر الحجة على نفسه مع مرور الأيام، حيث ارتكب عدة أخطاء جعلت السواد الأعضم من الجماهير الجزائرية تتوقع فشل تجربته مع المنتخب الوطني الذي عين على رأسه في مفاجأة لم يكن يتوقعها حتى ماجر نفسه، وهو الذي كان يدعو من وراء الشاشات للنزول إلى الميدان، ومتابعة لاعبي الدوري عن كثب؛ لتدوين كل صغيرة وكبيرة، واختيار العناصر الجيدة. لكن ماجر لم يظهر له أي أثر بالملاعب الجزائرية، حيث لعبت جولتان منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر ولم يحضر، كما غاب عن نهائي السوبر بين بلوزداد ووفاق سطيف، كما لم يكلف مساعديه مزيان إيغيل وجمال مناد بالقيام بهذه المهمة. صفى حساباته مع فيغولي ومبولحي في أول فرصة أتيحت له كما يبدو أن تصريحات سفيان فيغولي لاعب غالطة سراي، الذي انتقد جيل ثمانينات المنتخب الوطني الجزائري، ما زالت تقض مضجع مدرب الخضر رابح ماجر، الذي لم يفوت الفرصة كي يستبعده من قائمة لقاء نيجيريا، ليرد الصاع صاعين، رغم أن فيغولي يعتبر أحد أبرز لاعبي النادي التركي وهو يقدم موسما لا بأس به مع ناديه الجديد، بعدما ضمن مكانة أساسية بين نجوم النادي التركي العريق. كما ذهب الحارس رايس وهاب مبولحي، ضحية تصفية حساباته الشخصية للناخب الوطني الجديد رابح ماجر. لم يطبق الكلام الذي كان ينادي به عبر البلاطوهات ولم يأت نجم الخضر السابق رابح ماجر، بأي جديد للمنتخب وهو الذي كان يدعو للتجديد، ووضع الثقة باللاعب المحلي، لكن قائمة 23 لاعبا التي أعدها عرفت الأسماء القديمة باستثناء أيوب عبد اللاوي. وأصاب الجمهور بصدمة حين استدعى الحارس الاحتياطي لمولودية الجزائر فوزي شاوشي، وتخلى عن مبولحي، كما أعاد المدافع المتقاعد كارل مجاني، ليقع في تناقض صريح مع الكلام الذي كان يقوله عبر البلاطوهات طيلة سنوات. لكنه لا يفوت الفرصة عندما يتعلق الأمر بالحفلات والتكريمات وإذا كان رابح ماجر قد غاب أثره عن الملاعب التي كان ينبغي عليه أن يكون حاضرا في مدرجاتها من أجل معاينة اللاعبين واصطياد العصافير النادرة، فإنه بالمقابل، لم يفوت الفرصة لحضور الحفلات والتكريمات، وخير دليل على ذلك تنقله إلى البرتغال لحضور حفل تسليم التنين الذهبي للدولي الجزائري ياسين براهيمي، في وقت لم يكلف نفسه عناء الذهاب للملاعب الأوروبية لمعاينة اللاعبين المحترفين.