استنفر تدهور الحالة الصحية لمديرة صحيفة ”الفجر” حدة حزام، بعد ستة أيام من الإضراب عن الطعام الغيورين على مهنة المتاعب وحرية التعبير في الجزائر، حيث تواصلت هبة المساندة والتضامن بالموازاة مع تواصل صمت السلطات وصم آذانها عن قضية ”الفجر” التي تبقى للمتابعة... حسينة بن عائشة صحفية سابقة بجريدة ”الفجر”: أنا حزينة ولكنني متفائلة كان التحاقي بجريدة ”الفجر” في سبتمبر 2003. حينها وجدت بها طاقم من الصحفيين الشباب وأقلام بدأت تشق طريقها في عالم الصحافة. وكانت السيدة حدة حزام الشمعة التي تنير طريقهم كانت تؤطرهم تدفعهم نحو المثابرة والبحث عن الحقيقة في الميدان ومعالجتها بكل احترافية. لم تبخل السيدة حدة حزام طيلة مشوارها المهني ومنذ أن عرفتها في جريدة المساء التي فجرت بها ما يعرف بقضية ال26 مليار، لم تبخل قرائها ومن خلال ”الفجر” التي تعد الجريدة اليومية الوحيدة التي أسستها وتديرها امرأة بالجزائر بل عملت طيلة سنوات على تقديم إعلام حر وجريء وذو مصداقية يعبر عن مدى تعلقها بوطنها الجزائر ومصالحه. أنا حزينة ولكنني متفائلة في نفس الوقت مساندة لأختي حدة وصحفيي ”الفجر” وثقتي كبيرة في حدة المناضلة ومتيقنة أن الفرج آت في أقرب الآجال إن شاء الله. سامية بورماد رئيسة القسم الرياضي سابقا: ”من حاولوا كسر الفجر ذات يوم خاب ظنهم” غادرت الجريدة قبل خمس سنوات ولم أكن لأغادرها لو بقيت في الجزائر لأنني اعتبرها قطعة مني. غادرتها وكلي أمل أن يبقى نور ”الفجر” ساطعا وتتبدد كل العقبات من طريق هذا المنبر الإعلامي الذي أراد أن يصنع لنفسه هوية واحدة ووحيدة قول الحقيقة ولا غيرها بعيدا عن التخندق.و يبدو أن من حاولوا كسر الفجر ذات يوم بمنع الإشهار عنها سواء العمومي أو الخاص خاب ظنهم حينها لما وجدوا ”عظمة صحيحة” تقف في وجههم. كنت أعتقد أن استعمال مثل هذا الأسلوب قد ولى عهده، لكن اليوم وأنا أشاهد صور السيدة مديرة جريدة الفجر وهي مرابطة ومضربة عن الطعام لأجل إيصال صوتها للصم الذين يتقنون في تكسير الأقلام وقطع الأرزاق ولا يدرون أن الرازق هو الله. تيقنت أن الجبناء لا زالوا يصولون ويجولون في بلدي....لكن أهمس كلمة في أذنهم، حدة مرت بظروف أصعب وخرجت منها قوية لسبب واحد أنها إنسانة مقتنعة بما تفعل وقوية ....أضيف شيئا لهؤلاء just watch her.... بن زيان وليد إلى السيدة حدة حزام: ”رغم مخالفة أفكارك لكني معك” رغم أنني أختلف كثير ا معك ورغم أني ضد الكثير من أفكارك وآخر نقاش بيننا كانا حادا نوعا ما إلا أنني أشهد لك أنك وجريدتك تتعرضان لكثير من الظلم ولا يمكن لأحد أن ينكر الحرب التي تعرضت وتتعرضين لها منذ وقوفك ضد العهدة الرابعة سيدتي لا يمكنني إلا أن أعبر لك عن مساندتي المطلقة لك في قضيتك وأتمنى أن تبقى إرادتك فولاذية كما كانت دائما وأن تبقى معنوياتك في السماء. حكيم ولد خالد من أميركا: ”ساندوا امرأة تقف وحدها” ترَفعوا عن الكراهية، وساندوا امرأة تقف وحدها في وجه نظام متغطرس. إن كان فيها ما تكرهون، فلا تكونوا أنتم ما تكرهون. ترفعوا عن التخندق والدوائر الضيقة. متضامن مع مديرة يومية الفجر. عطوي مصطفى رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد غير المعتمدة: ”نندد بالتضييق” جئنا إلى مقر جريدة ”الفجر” للتضامن مع السيدة حدة حزام وكل طاقم الجريدة، وأيضا للتنديد بالتضييق عن الحريات الفردية والجماعية بالجزائر، ونؤكد مرة أخرى على تنديدنا بممارسات السلطة، ونعلن تأييدنا ومساندتنا المطلقة للإعلامية حدة حزام والجريدة. رابح رجم عضو في المكتب الوطني للجمعية الجزائرية لحقوق الإنسان غير المعتمدة: ”قطاع الصحافة يشهد إشكالا كبيرا في الإشهار” الجزائر تشهد تغييب في الحريات، من حريات الصحافة إلى حريات التعبير، وقطاع الصحافة يشهد إشكال كبير في التمويل والإشهار، ونطالب السلطة بوقف الابتزاز بالمال العام والإشهار بحكم أنها هي من تشرف على توزيع الإشهار، ونطالب بمزيد من الحريات في التعبير، وفي الأخير أتمنى أن تنفرج وضعية الفجر، وان ينتهي اضراب السيدة حدة حزام عن الطعام. حياة بن بتقة: ”لن أختلف مع حزام في الوطنية والإنسانية” قلبي هذه الليلة مع السيدة ”حدة حزام” مديرة جريدة ”الفجر” .. ”حدة” الإنسانة والأم والزميلة .. فما أصعب أن يشاهد الأبناء والدتهم في حالة تعب ..هم الذين عهدوها قوية وواقفة دوما ..حين زرتها قبل يومين كانت معنوياتها مرتفعة لكن آثار التعب بادية على ملامحها.. ”حدة حزام” التي عرفتها جيدا خلال سفر جمعنا إلى لبنان قبل سنتين .. كنت قبله أعرفها كإعلامية ..لكن خلال سفرنا اكتشفت عن قرب ”حدة ” المواطنة والإنسانة ..وطنيتها تعدت كل الحدود كذلك إنسانيتها.. أتذكر كنا في فندق ”راديسون بلو” في تلك الليلة كنا بانتظار إحدى صديقاتها وهي الإعلامية اللبنانية ”ثريا عاصي” التي دعتنا مشكورة وبينما كنا في انتظارها ببهو الفندق شعرت بالبرد ولاحظت حدة علي ذلك فنزعت من على كتفيها شالها التقليدي الجميل ووضعته على ..وقالت ”دفي روحك حياة” وأصرت على أن أضعه طول السهرة الجميلة التي قضيناها رفقة إعلاميات وكاتبات لبنانيات وسوريات وعراقيات، وقد أسعدتني جدا بتقديمي للجميع كإعلامية صاحبة تجربة رائدة. في لبنان كان الجميع يعرف حدة حزام الإعلامية والوطنية، وتحدث الجميع باحترام عن الجزائر والثورة الجزائرية.. كانت موسوعة حقيقية في تاريخ الجزائر، وخلال مشاركتها في حصة على تلفزيون ”الحرة” أثار تدخلها إعجاب الإعلاميات المشاركات في الحصة.. طيلة ساعات السفر الطويلة التي أمضيناها معا من الجزائر إلى لبنان ومن لبنان إلى تركيا ثم الجزائر كان حديثها شيقا ..تحدثنا في الأدب والفن والتاريخ وعن تجاربنا الإعلامية خلال العشرية السوداء.. صراحة قد أختلف في بعض الأفكار والآراء مع السيدة حدة حزام لكن لن أختلف معها في الوطنية والإنسانية وأساند قضيتها في أن تظل أبواب جريدة ”الفجر” مفتوحة أمام قراءها وأمام عشرات العائلات التي تسترزق منها منذ عشرين سنة. مزيان عبان صحفي بجريدة الوطن: ”نساند حرية مواقفها” مساندتي للزميلة حدة حزام ليست للمساومة، وأساند خطها التحريري وحرية مواقفها، وهذا التضامن يتعلق بالتواجد الإعلامي، بحيث في السابق ساندت بعض القنوات والجرائد التي لا اتفق مع خطها التحريري، وهي أيضا للتعبير عن ممارسات السلطة، وأقول يجب وقف هذا الاحتكار في الإشهار، وترك المؤسسات الإعلامية تعمل في حرية، وموقفي هو موقف مبدأ من أجل مواصلة الصحافة وحريتها. كمال عمارني رئيس النقابة الوطنية للصحفيين: ”نطالب بوضع قواعد شفافة لتوزيع الإشهار” نتضامن مع الإعلامية والزميلة حدة حزام ومع عمال جريدة الفجر، أولا من باب الإنسانية بسبب إضراب السيدة حزام عن الطعام خاصة أن وضعها الصحي يمثل أولوية، وثانيا من اجل رواتب عمال جريدة الفجر، وأقول أن قضية الإشهار في الجزائر معروفة، ونطالب كنقابة بوضع قواعد شفافة وعادلة، وتوزيع الإشهار بطريقة عادلة وواضحة خاصة أن اليوم توزع بطرق غامضة في ظل غياب قواعد معروفة وواضحة ومتفق عليها من طرف جميع المؤسسات الإعلامية، كما نطالب ايضا بأخذ بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي للصحفيين وكل عمال جريدة الفجر، بحيث من يستفيد من الإشهار هم الموظفين بالصحيفة. زولة سومر صحفية سابقة بجريدة الفجر: أتمنى أن تتجاوز ”الفجر” محنتها أعبر عن تضامني مع جريدة الفجر والسيدة حدة حزام الصحفية المحترفة المعروفة بمواقفها وشخصيتها القوية المحبة للوطن. سبق لي التعامل مع السيدة حزام التي كانت جريدتها ”الفجر” أول جريدة اشتغلت فيها فتحت لي كل الأبواب ومنحتني ثقة لم تكن تمنح لصحفي مبتدأ في أي جريدة حيث منحتني السيدة حزام ثقة كبيرة وكلفتني بتغطية أحداث وطنية وسياسية تعلمت منها الكثير وكانت جريدتها حقا مدرسة تعلمت فيها أبجديات العمل الصحفي ونسجت من خلالها علاقات عمل وصداقة مع زملاء أعتز بمعرفتهم في عالم الصحافة. أرجو أن تخرج ”الفجر” من محنتها وتعود قوية في صناعة الرأي العام فهي من ضحت كثيرا في سبيل حرية التعبير والرأي وساهمت في تكوين عدد كبير من الأقلام الصحفية الذين يمثلون اليوم نخبة الإعلاميين الجزائريين بعدة وسائل إعلامية عمومية وخاصة. سليمة حفص صحفية بجريدة ”الفجر”: نحن مع كل مؤسسة إعلامية نزيهة للأسف سياسة العار الملقبة بسياسة تنظيم وتوسيع دائرة الإعلام ومنحه وممتهنيه دائرة أوسع من الحرية تواصل تضييقها على الأقلام الحرة والتي كانت آخرها إيصال مديرة الفجر الصامدة في وجه هؤلاء الظالمين المشفى ربي معاك ومعنا واصلي صمودك وما لا تمنحيهم الفرصة للإطاحة بقلمك الحر نحن معك يا حدة ويا فجر ويا كل مؤسسة إعلامية نزيهة. قلبي معك يا فجر الصحافة الجزائرية والعربية وإن شاء الله تبقى بابك مفتوحة للمحترفين والمبتدئين كما عودتنا دائما وتظلي بيتنا الثاني وومدرستنا التي نفتخر بها. أعزي نفسي وزملائي الصحفيين في موت الضمير المهني تصفية حسابات شخصية مقابل النزاهة المهنية لدى السلطات كالعادة والنتيجة فجر الصحافة في صمود، صوت حدة حزام المضربة عن الطعام الخافت سيعلو إلى السماء بإحاطة النزاهة وشرفاء المهنية بها ولن يسكته أحد، إيماني بقضية الفجر وكل الصحفيين كبير رغم غلق السلطة أبوابها واستمرار سياستها الصماء، لذا مشكلة ”الفجر” ستكون محنة عابرة مثل سابقاتها واستعادة النهوض بحسك يا ماما حدة غنية قمراوي صحفية سابقة في ”الفجر”:”الفجر جزء من صناعة الرأي العام في الجزائر منذ 17 سنة” استنفرتني الصورة التي رأيتها فجر أمس لمديرة جريدة ”الفجر” السيدة حدة حزام وهي ترقد على سرير المستشفى في حالة صحية حرجة بعد 5 أيام من إضرابها عن الطعام للمطالبة بنصيب من الإشهار العمومي لتمويل جريدة تخرج منها نخبة من الصحفيين شقوا دروبهم فيما بعد نحو الغرب والمشرق. حدة، العزيزة جدا على قلبي لجملة من الاعتبارات، أولها جميل أحمله لها ما حييت، وبسمة وروح مرحة استقبلتني بها حين قصدت جريدتها ذات جوان من سنة 2001، حيث وجدت مديرة شابة هي شعلة من الحيوية وكتلة من المشاعر الإنسانية امتزجت فيها الطيبة والرقة بالعصبية والقسوة في بعض الأحيان...تسمع صوتها في جميع أقسام الجريدة ..صرامتها لا يسلم منها أحد مثل صداقتها التي قد تكون لأبسط صحفييها. حدة حزام، مديرتي التي اشتغلت بجريدتها لخمس سنوات، فيها من كل الصفات فهي مثل الصحافة يتسع صدرها لمشاكل الناس وهمومهم ومطالبهم، لكنها تصيب وتخطئ أيضا لأنها من الناس من وسط المواطنين الجزائريين، ومثل غيرها من المثقفين لها من المطالب ما يختلف عن باقي احتياجات العامة: فهي تطلب حرية في التعبير ومتسعا من المساحة لإبداء الرأي المختلف ومصدر تمويل لجريدة بلغ سنها 17 سنة. أنا شخصيا صاحبة رأي مغاير في تمويل وسائل الإعلام، جرائد كانت أم غيرها، لا أعتقد أن الإشهار عمومي وخاص يمكن أن يسمح للصحافة بالتطور والاستمرار في جو من الحرية والديمقراطية، ما دامت كل الصحف الجزائرية كبيرة وصغيرة، تختنق بمجرد أن تشح مصادر أموال الإشهار... ومن هنا سهل على من يريد إسكاتها أن يلعب لها في شريان حياتها. بل أقول إنه موجع ومؤسف أن نرى جريدة ”الفجر”، التي واكبت بأطقم صحفيين شباب منذ انطلاقها، جميع مراحل استرجاع الدولة الجزائرية لهيبتها وبعث الاستقرار الاجتماعي بعد عشرية دموية عصيبة، بروح مسؤولية ومهنية عالية يشهد لها المختصون، تصاب اليوم في مقتل وتغلق في وجهها مصادر التمويل، فلا تجد غير مديرتها المفعمة بالقوة المعنوية ترهن صحتها البدنية في إضراب عن الطعام لتسمع صوت العقل وتصرخ بأعلى صوتها ”لا لخنق الصوت الحر”. ”الفجر” مثل حدة حزام، هو تاريخ صحيفة وجزء من صناعة الرأي العام في الجزائر عمره 17 عاما كاملة، اختلفنا معه أو كان حوله اتفاق. ففي اختلافنا كل التوافق والخير للبلاد والعباد، وليست صورة حدة حزام وهي في الإنعاش أو غلق جريدتها وتشريد العمال هو من سيوقف الكتابة ويكمم الأفواه، إنما نستحق كلنا أن نتنفس الحرية لأننا نعرف حدود المسؤولية ونحن أهل لها..