عرف ثالث يوم من الإضراب حضور العديد من الشخصيات إلى مقر الجريدة لزيارة السيدة حدة حزام ومساندتها وإبداء تضامنهم معها تنديدا بكل أشكال الضغط والتضييق الممارس على الإعلام في الجزائر. الناشط فخار يزور ”الفجر” ويعلن المساندة عبر كمال الدين فخار الناشط الحقوقي، الذي حضر مرفوقا بالمحامي صالح دباز، عن تضامنه الكامل مع قضية ”الفجر”، معبرا عن مساندته لمديرة الجريدة في معركة الأمعاء الخاوية. ودعا فخار الحكومة إلى تنفيذ وعودها بدعم الصحف، متأسفا لمعاناة أصحاب مهنة المتاعب من مضايقات السلطات. المحامي فلاحي: ”معاقبة الجريدة بأكملها ظلم كبير” عبر المحامي عبد القادر فلاحي عن مساندته المطلقة لجريدة الفجر في الأزمة التي تعاني منها بحرمانها من الإشهار ودخول مديرتها في إضراب عن الطعام، مؤكدا أن السيدة حدة حزام لديها كامل الحق في التعبير عن رأيها وأفكارها مشيرا أن معاقبة الجريدة بأكملها بمن فيهم العمال ظلم كبير، آملا أن تنتهي الأزمة بسلام. رؤوف حرز الله: ”قضية الفجر انتكاسة للإعلام وأنا حزين لما يحدث للجريدة” قال الإعلامي رؤوف حرز الله مراسل قناة العربية في الجزائر، إن قضية حدة حزام هي واحدة من انتكاسات سيشهدها الإعلام. وأكد بالقول: ”أنا فعلا حزين لما يحدث للفجر وما يحدث للزميلة حدة والزملاء في الفجر ولصحفيين آخرين بعضهم في السجن وبعضهم مات. لا ندري لماذا نخاف من الإعلام بالرغم من أنه شريك في بناء الوطن، ولهذا يجب مراجعة شاملة لقانون الإشهار لأنه من المال العام ومال الشعب وبالتالي فهو من حق كل الصحف ووسائل الإعلام، والأمر متعارف عليه في كل العالم، ما يحدث كارثة. ويجب أن تكون هناك انتفاضة من أجل أن تتحرك الصحافة وكل المنتسبين للإعلام للقول ”كفى ظلما كفى بهدلة لهذا القطاع”. وأضاف حرزلله ”جئت اليوم من أجل أن أتضامن مع الزميلة والصديقة حدة حزام والتضامن أيضا مع زملائي في الفجر وأنا معها قلبا وقالبا”. وفي الأخير أشار حرز الله إلى أنه يجب القيام بندوات وحوارات ونداءات لمراجعة قانون الإشهار، مضيفا أن ”لكل الصحف الجزائرية الحق في الإشهار فلماذا نتخذ من الإشهار سلاحا للضرب والضغط، فلنترك حرية الانتقاد للجميع لكن يجب أن يكون في إطاره القانوني وليس إلى حد الشتم والتجريح”. الصحفي ناصر السعدي: معاقبة طاقم الجريدة بأكمله أمر غير منطقي وصف الصحفي ناصر السعدي قرار وقف الإشهار عن جريدة الفجر بأنه ”غير منطقي وإجراء ظالم في حقها”، مشيرا بالقول: ”حتى وإن أخطأت المديرة في تصريحاتها، فالقانون يستدعيها هي ويتعامل معها هي كشخص وليس الجريدة وبالتالي معاقبة الجميع، لكن أن نخنق الجريدة بمجرد تصريحات شخص يشتغل في هذه الجريدة أو يديرها فهذا أمر غير منطقي ولا يجب أن يحدث في جزائر 2017 التي من المفروض أن يتقدم فيها الإعلام وتكون هناك حرية الكلام حتى في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد حاليا”، مضيفا أن ”حدة حزام من الأوائل الذين أسسوا جريدة المساء رفقة مجموعة من الشباب الذين أعطوا إضافات وأفكار جديدة للإعلام الجزائري آنذاك، وبعد أكثر من 30 سنة من العمل في الإعلام وهي تدير جريدة تعيل الكثير من العائلات في مثل هذه الظروف ليس بالأمر السهل. وإضراب حدة هو نابع من إحساسها بالمسؤولية، رغم أن وضعها الصحي لا يسمح بذلك، ولكن رغم ذلك فهي تضحي بنفسها من أجل الجريدة”. عظيمي: جئت اليوم لأساند”الفجر” وأدعم حدة حزام في موقفها ندد الناطق الرسمي لحزب طلائع الحريات أحمد عظيمي بكل التضييق الممارس على الصحافة الوطنية وعلى الأصوات الحرة، قائلا ”أندد بكل ما يحدث للصحافة وللفجر تحديدا. لقد جئت أنا وزوجتي لنساند السيدة حدة حزام وندعمها في موقفها ونحن نندد بكل التضييق الذي تتعرض له جريدة الفجر. ونقول إن هذه الممارسات هي ممارسات القرون الوسطى، وهو ما يؤكد أن الكل يخشى حرية التعبير والصحافة”. وأضاف عظيمي قائلا: ”اليوم جئنا للاطمئنان على حدة ولنقول لها إننا معك وللأسف الشديد أن كل ما نملكه في الجزائر هو كلمة نساند وندعم، فللأسف المواطن الجزائري لم يعد يهتم لا بالسياسة ولا بالسياسيين ولا يهتم بأموره ولا بحريته”. مليكة عظيمي الصحفية بجريدة المجاهد الأسبوعي سابقا: ”حدة حزام صاحبة موقف وصاحبة كلمة” قالت مليكة عظيمي صحفية سابقة بجريدة المجاهد الأسبوعي، إن ما يحدث لجريدة الفجر حاليا نفسه ما حدث لجريدة المجاهد الأسبوعي التي كانت تصدر سابقا والتي ماتت نتيجة للتضييق. وأضافت مليكة عظيمي: ”جئت اليوم لأساند حدة حزام لأنني لا أريد أن يحدث لها ما حدث لجريدة المجاهد الأسبوعي سابقا. نتمنى أن تنتصر حدة حزام وأن تنتصر حرية الكلمة، وهذه فرصة لكل من يؤمن بحرية التعبير والحق في حرية الإعلام. وللأسف هذا ما يحدث للجرائد التي تدافع عن الكلمة الحرة”. وختمت بالقول إن ”ما يحدث للسيدة حدة حاليا لأنها صاحبة كلمة وصاحبة موقف، فالمشكل ليس في حرية التعبير وإنما هو مشكل سياسي عام”. حميد فرحي المنسق الوطني ل ”أم دي أس”: السلطة تريد إعادة تنظيم الإعلام بطريقة تسلطية يعتقد المنسق الوطني للحركات الوطنية الاجتماعية ”أم دي أس”، أن وضعية الفجر اليوم ليست استثنائية، وعدد من العناوين قدموا مفاتيحهم لأن السلطة تريد إعادة تنظيم المجال الاإعلامي بطريقة تسلطية ولا تريد أن يترك المجتمع أن يكون صاحب القرار في اختياره الحر للعناوين التي يريد قراءتها والأحزاب التي يريد تأييدها. وأقول إن مديرة الفجر حدة حزام إعلامية قديمة ومناضلة معروفة، وجريدتها ليست جريدة ثانوية، خاصة أنها تصدر باللغة العربية، وفي الصحافة الجزائرية الصادرة بالعربية القليل من يخالف رأي السلطة، وأظن أنه يلزمنا اليوم إعادة دراسة القوانين لدعم الجرائد. وأكد حميد فرحي أن الضغوطات التي تمارسها السلطة مع التلفزيونات والجرائد، وما تعيشه يعبر عن نوع من الارتجالية أو خوف السلطة من المجتمع، وحضورنا مع القيادية في ال ”أم دي أس” مسعودة شباطة في وقفة مع الإعلامية حدة حزام هو تجسيد لتضامن الحركة مع القضايا العادلة. وانتقد القيادي في الحركة صمت بعض المنابر الإعلامية حول التضييق على الحريات، بالقول ”أظن أن هذا راجع مثله مثل الحراك الاجتماعي إلى تخوفهم من سقوط عصا السلطة عليهم، لذا اليوم نحن بحاجة إلى دولة القانون”. وكشف حميد فرحي أنه اليوم وصلنا إلى ضرورة إعادة تنظيم وهيكلة الإعلام، ما سيسمح بإنشاء نقابات وإحياء القطاع الإعلامي كما كان عليه الحال سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وأيضا طالب القيادي حميد فرحي بإعادة تفعيل قانون الإشهار وتوزيع المال العام بطرق مدروسة بين الجرائد والتلفزيونات. أساتذة بكلية الإعلام والاتصال: نندد بالحڤرة ونطالب السلطة برفع يدها عن الإشهار عبر أساتذة من كلية الإعلام والاتصال ببن عكنون وجامعة بوزريعة لدى زيارتهم إلى مقر الجريدة، عن تضامنهم ومساندتهم المطلقة للقضية. ونددوا ب”الحڤرة” التي تتعرض لها الفجر من تضييق إعلامي وتضييق على حرياتها في التعبير وإبداء الرأي، وأيضا بما تعيشه الجزائر ككل عبر منابر إعلامها من تضييق وتكميم للأفواه وقتل الأقلام الحرة التي تختلف في الرأي والأفكار مع السلطة. وطالب الأساتذة برفع السلطة يدها عن الإشهار والمال الذي تستخدمه لتخويف وابتزاز الجرائد، خاصة وكل المنابر الإعلامية بالجزائر، ودعوا إلى توزيع عادل فيما يخص المال العام بين العناوين الخاصة والعمومية. شريف رزقي مدير عام سابق لجريدة الخبر: التضييق الإعلامي بدأ سنة 2004 التضييق على الإعلام لم يبدأ اليوم، ومنذ سنة 2014 أطلقنا تنبيها وقلنا إن السلطة تهدد المعلنين الخواص، حيث تقول لهم لا تعلنوا عبر من تسميهم السلطة ضد الدولة، وفق ما ذكر شريف رزقي الذي أضاف أن التضييق بدأ سنة 2004 وتحديدا في العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، حيث بدأت الممارسات على الصحافة والكلمة الحرة، وللأسف الشديد الصحافة صامتة على هذه الممارسات. وأكد شريف رزقي المدير العام السابق لجريدة الخبر، انه اليوم المادة والمال طغى على المبادئ والمثل الصحفية كحريات التعبير والرأي، واليوم مع الأسف ملاك الجرائد يتم شراؤهم بالشقق والإشهار، ولما الصحف يقبلون تدخل الدولة على القطاع الخاص، فهذا يعني قراءة السلام على الصحافة الجزائرية، فمثلا سنة 2014 بعض الصحف كتبت ضد هذه الحريات. وأذكر أول قانون للإشهار الذي تم تأسيسه سنة 1991، وأطرح السؤال أين هو هذا القانون، وأقول إن الإشهار هو وسيلة للضغط والابتزاز وتغيير مواقف الجرائد، والسلطة الآن كسرت هذه الجرائد حتى أصبحت غير متضامنة بينها، وأستغرب كيف يمكن قطع رزق عائلات كاملة تقتات من مهنتها الشريفة بطريقة غريبة جدا، ولا يمكننا اليوم أن نقول أننا في دولة الحريات والديموقراطية، خاصة أن أبجديات الديمقراطية تم الاعتداء عليها. ردا على شائعات راجت أخيرا:”الفجر” تؤكد التزامها بتأمين عمالها وتسديد ديونها أوضحت إدارة الفجر ردا على ما روّج له مؤخرا بخصوص عدم التزام المؤسسة بتأمين العمال لدى صندوق الضمان الاجتماعي وعدم دفع الأجور أنها مجرد إشاعات، مؤكدة أنه لا يوجد لديها عامل (من مجموع 67 عاملا) بدون عقد أو من دون تغطية اجتماعية، مشيرة إلى أن كل الإجراءات التي تعمل بها المؤسسة تدخل في إطار تطبيق قانون العمل. فيما بررت تأخير الأجور بالأزمة المالية التي تمر بها بسبب حجب الإشهار لمدة 3 أشهر خاصة ومن المعروف أن الإشهار هو عصب استمرار أي مؤسسة إعلامية. وما تمر به الفجر يحدث في مؤسسات إعلامية أخرى. أما بخصوص الديون فأوضحت أنها أكملت ديونها مع الضرائب، بينما تمت جدولة الديون مع الضمان الاجتماعي والمطبعة منذ 2010. وهي الآن لا تطبع إلا في مطبعة الوسط وملتزمة بتسديد ما عليها من مستحقات مالية. كما يشهد الصحفيون بأنهم يتمتعون بالتغطية الاجتماعية من الأسبوع الأول من توظيفهم بالإضافة إلى الحقوق الأخرى.