عقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، اجتماعا اعتبر الفرصة الأخيرة لتشكيل حكومة في البلاد. وتجري ميركل منذ أكثر من شهر مفاوضات وصفت بالعسيرة، لتشكيل تحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي ودعاة حماية البيئة، لتشكيل حكومة جديدة. ومنذ 18 أكتوبر الماضي، تحاول أحزاب ”الاتحاد المسيحي” و”الخضر” و”الديمقراطي الحر”، التوصل لاتفاق مبدئي حول تشكيل ائتلاف حاكم جديد للبلاد، دون أن تنجح في تحقيق ذلك الهدف حتى اليوم، وسط مخاوف من إجراء انتخابات جديدة في البلاد حال فشلت المفاوضات بشكل نهائي. وانتهت المهلة الأولى التي أعطيت لميركل مساء الخميس دون التوصل إلى نتيجة بسبب كثرة الخلافات، تطغى عليها سياسة الهجرة والبيئة والأولويات الضريبية وأوروبا. وانتهت مساء أمس المهلة الجديدة مع إمكانية تمديدها. وفي حال لم يتم التوصل إلى نتيجة، فإن الألمان سيعودون إلى صناديق الاقتراع مطلع 2018، لإجراء انتخابات جديدة بدون أن تكون ميركل على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي. ودعا الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الأحزاب المشاركة في مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم، إلى تجنب إجراء انتخابات مبكرة. وقال شتاينماير، في مقابلة أجراها، أمس، مع صحيفة ”دي فيلت” الألمانية، إنه يتوقع أن تكون هذه الأحزاب على ”وعي كامل بمسؤولياتها في تنفيذ إرادة الناخبين”. وأشار شتاينماير إلى أن ”مشاورات الأسابيع الماضية لا تختلف كثيرا عن مفاوضات تشكيل الائتلافات الحاكمة في السنوات الماضية”. وتابع: ”من شارك في مفاوضات تشكيل الائتلافات الحاكمة في الفترة الأخيرة يعلم أن الأحزاب في البداية تميل لرفع سقف طلباتها”. وتوقع أن ”تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها دون إعادة الأمر للناخبين”. وفي السياق أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن نحو نصف الألمان يرغبون في تشكيل ائتلاف يجمع تحالف ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، في حال فشلت محادثات تشكيل الحكومة ضمن ما يعرف بائتلاف ”جامايكا”، بسبب ألوانه (الأصفر والأسود والأخضر) المشابهة لألوان علم دولة جامايكا. ونقل موقع ”دي دابليو” أنّ نتائج استطلاع أجراه معهد إمنيد لصالح صحيفة ”بيلد آم زونتاغ” الألمانية الصادرة، أمس، أن 49 في المئة من الألمان يؤيدون تشكيل ائتلاف من المسيحيين والاشتراكيين، مقابل 47 في المئة أعربوا عن رفضهم لهذا الائتلاف، فيما رد ال4 في المئة المتبقون بالقول ”لا أعرف” أو امتنعوا عن الإجابة. من ناحية أخرى، أبدى 47 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، تأييدهم لإجراء انتخابات جديدة في ظل تعثر مفاوضات جامايكا، وفي المقابل، رفض 50 في المئة إجراء هذه الانتخابات. وبشأن شعبية الأحزاب، كشفت نتائج الاستطلاع عن ارتفاع بمقدار نقطة مئوية واحدة في نسبة تأييد كل من تحالف ميركل وحزب الخضر، لتصل إلى 31 في المئة و11 في المئة على الترتيب. في المقابل، راجعت شعبية الحزب الاشتراكي بمقدار نقطة إلى 21 في المئة، وكذلك شعبية الحزب الديمقراطي الحر إلى 10 في المئة واليسار إلى 9 في المئة، فيما حافظ حزب البديل من أجل ألمانيا على المركز الثالث بين أقوى الأحزاب السياسية في البلاد ب13 في المئة.