توجه الناخبون الألمان أمس إلى مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء البرلمان وتحديد شكل الحكومة الجديدة التي ستقود البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة، وسط توقعات بفوز حزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المحافظ بما يكفي من الأصوات لتشكيل حكومة دون تحالف مع الحزب الديموقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إليه وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير. ويبلغ عدد من لهم حق التصويت في هذه الدورة 62 مليون ناخب لكل منهم صوتان، حيث ينتخب المواطن بالصوت الأول مرشح دائرته الانتخابية ويفوز المرشح الحاصل على أغلب الأصوات، أما الصوت الثاني فيمنحه الناخب لقائمة حزبه المفضل على مستوى كل ولاية، ولدى فرز الأصوات يتم احتساب الأصوات الأولى والثانية. ويعتبر نظام الانتخاب في ألمانيا من أكثر أنظمة الانتخابات في العالم تعقيدا سواء من حيث الأحزاب المشاركة أو من حيث نظام التصويت وتوزيع مقاعد البرلمان. وتتنافس تسعة وعشرون حزبا تنتمي لمختلف التيارات السياسية للحصول على مقاعد البرلمان، وتتركز المنافسة بصفة خاصة بين الأحزاب الممثلة في البرلمان، وهي الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر لحزب ميركل، بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، وأحزاب المعارضة، وهي الخضر واليسار والحزب الديمقراطي الحر. وكانت آخر استطلاعات الرأي عشية الانتخابات قد أشارت إلى تقارب نسب الأصوات المتوقع أن تحصل عليها الائتلافات المحتملة. وتأتي نتائج الاستطلاع مخالفة لتوقعات الأسابيع الماضية التي أظهرت تقدم المستشارة أنجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي ومعها الحزب الديمقراطي الحر الذي تسعى المستشارة إلى تشكيل ائتلاف حكومي معه، وأصبح المعسكر الثاني الذي يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار وحزب الخضر قريبا من تعديل كفة الميزان بالنظر إلى أن نسب الخطأ المسموح بها في استطلاعات الرأي تصل إلى 3٪، بالزيادة أو النقصان. وأظهر أحدث استطلاع لمعهد ''فورسا'' لقياس الرأي حصول تحالف ميركل المسيحي مع الحزب الديمقراطي الحر على نسبة 48٪ من أصوات الناخبين الألمان مقابل نسبة 47٪ لمعسكر الحزب الاشتراكي واليسار والخضر. وقد تجاهل المرشحون تهديدات كل من طالبان والقاعدة والتي جاءت على خلفية الوجود الألماني في أفغانستان، وتقول أسوشيتد برس إن المرشحين ركزوا حملاتهم في الساعات الأخيرة على القضايا الداخلية والإصلاح الاقتصادي. وكانت تسجيلات مصورة منسوبة لطالبان والقاعدة على مدى اليومين الماضيين قد توعدت بهجمات داخل الأراضي الألمانية، ردا على وجود قوات ألمانية في أفغانستان. وتضمنت التسجيلات لقطات لأهم المعالم في ألمانيا ومن بينها بوابة براندنبيرغ الشهيرة. وقد لجأت السلطات الألمانية إلى إجراءات احترازية وحظرت الطيران فوق بعض المناطق تحسبا لأي هجمات.