سجل الدولار أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الأورو ومجموعة من العملات الرئيسية أول أمس، ليعاود الارتفاع بشكل نسبي• بينما يتوقع المستثمرون مزيدا من الخسائر مع استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي والقطاع المالي• وأفادت مصادر إعلامية أول أمس، أن الدولار الأمريكي انخفض إلى مستوى قياسي جديد مقابل الأورو وتراجع نحو أدنى مستوى له أمام الين الياباني منذ 12 عاما يوم أمس• وبهذا الشأن يرى خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد الوطني، سيتأثر بشكل مباشر، بهذه المعطيات بالنظر إلى كون الصادرات الجزائرية المبنية أساسا على المحروقات مقيمة بالدولار، بينما تقدر 60 بالمئة من ورادتها بالأورو، حسبما أوضحه الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول أمس في اتصال مع "الفجر"• وأضاف المتحدث، أن ما يزيد المشاكل تعقيدا هو كون 40 بالمئة من احتياطات الصرف الخارجية الجزائرية مودعة في الخزائن الأمريكية، ما يعني أنها لا تسجل فوائد معتبرة نظرا للخسائر التي حصدها الدولار خلال السنوات السبع الماضية، التي جعلته يفقد 50 بالمئة من قيمته، وبالنظر إلى هذه المعطيات، حسبما يضيف السيد مبتول، فان الجزائر خسرت خلال الفترة ذاتها، حوالي 20 مليار دولار، داعيا إلى ضرورة أن تعتمد الجزائر على سياسة جديدة خاصة باحتياطات الصرف الخارجية• وكانت مشاكل الدولار تزايدت يوم الخميس بعد أن أظهرت بيانات انخفاضا مفاجئا في مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر فيفري، مما عزز المخاوف من انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الكساد• كما أدى الإقبال الكبير على بيع العملة الأمريكية، إلى انخفاضها نحو سبعة في المئة منذ بداية العام مقابل العملة الأوروبية الموحدة• وأقبل المستثمرون على بيع الدولار وسط مخاوف بشأن قدرة البنك المركزي الأمريكي على القضاء على الأزمة المتزايدة في سوق التأمين على السندات العقارية، التي أدت إلى تشديد شروط الائتمان وعرقلت المساعي الرامية لدعم الاقتصاد من خلال خفض أسعار الفائدة•