دعت الخبيرة السيدة "علول" إلى وضع مخطط وطني للاتصال المؤسساتي، يمتد من أدنى إلى أعلى هرم في السلطة، من أجل تفادي المشاكل والمصاعب التي تعيشها قطاعات عدة، وقالت بأنه على الدولة أن تفتح الأبواب على مصراعيها أمام قطاع الاتصال، تماما كما فتحت القطاع الاقتصادي أمام الجميع• وانتقدت الخبيرة في اتصال معها، أمس، انعدام الاتصال على مستوى معظم مؤسسات الدولة، بسبب عدم اهتمام المسؤولين بموضوع الاتصال، إلى جانب غياب مختصين في هذا المجال، أو أشخاص تلقوا تكوينا في مجال الاتصال، بما يمكنهم من ضمان تواصل سليم وبناء مع المحيط، الذي تتعامل المؤسسات التي يشتغلون بها• وقالت السيدة "علول" التي تنشط اليوم ندوة صحفية بالعاصمة، تحت عنوان :" من أجل برنامج وطني للاتصال"، بأن لديها كل القدرات التي تمكنها من إرساء هذا المخطط، لكنها تسعى لأن تتناسق جهود الجميع من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود• وفي تقديرها، فإنها كمختصة أو خبيرة تدرك جيدا الانعكاسات السلبية لانعدام الاتصال، "خصوصا وأننا لا نعيش في مجتمع اتصالي علمي وموحد، وهذا ما جعلنا نمر بسلسلة من الأزمات، منها أزمة العشرية السوداء"• وفي تقدير المصدر ذاته، فإن الاضطرابات وأعمال الشغب التي شهدتها عديد ولايات الوطن، مردها إلى رفض المسؤولين المحليين أداء مهمة الاتصال، والاستماع إلى انشغالات المواطنين، خصوصا فئة الشباب، قائلة :" من هذه النقطة بالذات تبدأ الأزمات"• وشددت الخبيرة على ضرورة التفكير في صياغة مشروع للاتصال، ووعدت بأن تعطي الحلول المناسبة للأزمات المرتبطة بانعدام الاتصال، منها ظاهرتي الحراقة والكاميكاز• وبرأيها، فإنه ينبغي التفكير مليا في تكوين أشخاص يجيدون الاتصال، متسائلة عن سبب رفض كافة مؤسسات الدولة تقريبا ممارسة الاتصال، " بل هي تصر على أن تعمل في محيط مغلق، غير متفتح تماما على العالم الخارجي"• علما أن الخبيرة "علول" كانت وضعت مخططا للاتصال على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، وهو المخطط الوحيد الذي تم إرساؤه على مستوى مؤسسة رسمية• وكانت وزارة الاتصال، نظمت سنة 99 ملتقى وطني حول الاتصال المؤسساتي، وتم على إثره الخروج بعدد من التوصيات، التي كانت ترمي في مجملها إلى تكريس الاتصال على مستوى كافة مؤسسات الدولة، بالنظر إلى طبيعة المرحلة التي كانت تمر بها البلاد، والحاجة الماسة آنذاك إلى الاتصال من أجل توضيح الرؤى حول القضايا الحساسة، من أجل قطع الطريق أمام التأويلات المغلوطة• وكان المشاركون في الملتقى يسعون إلى قطع الطريق أمام المزايدات، التي لم تكن تزيد الطين سوى بلة، لكن للأسف لم يتم الالتزام بتطبيق تلك التوصيات، وما تزال إلى يومنا هذا مجرد حبر على ورق• ويذكر، بأن انعدام الاتصال يعد مشكلة تشترك فيها جل المؤسسات الرسمية، إلى درجة أنه لا يمكن معرفة حدوث تغييرات على مستواها، خصوصا فيما تعلق بالتغييرات التي تطال بمناصب المسؤولية، لكونها منغلقة على العالم الخارجي، وهو ما ينجم عنه حسب الخبيرة "علول"، إلى نشوب كثير من المشاكل والأزمات• معتبرة في رسالة وجهتها إلى كافة وسائل الإعلام، بأن التفتح على الاتصال، هو في الواقع تفتح على العالم الخارجي، في ظرف تسعى الجزائر جاهزة من أجل أن تتفتح على العالم الخارجي•