شارك أكثر من أربعمائة فنان في مهرجان الإبداع التشكيلي الثاني الذي بدأت فعالياته في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة مساء السبت، وتنوعت الأعمال المعروضة فيه بين الرسم والنحت والتصوير والطباعة، وتجسد هذه الأعمال كل الاتجاهات الفنية، الكلاسيكية منها والحديثة والأكثر حداثة والواقعية والتحليلية والتجريدية وأيضا السريالية. وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية محسن شعلان إن المهرجان يقدم سنويا شريحة من أعمال فنانين من أجيال وأساليب وتوجهات فنية وتقنيات مختلفة، ليكشف عن الثراء الإبداعي في الفن المصري المعاصر. وقال الفنان صبري فكري إن المهرجان يبشر بحركة فنية واعدة، في حين اعتبرته الفنانة الشابة هبة حماد فرصة لتلاقي الشباب بكبار الفنانين من الأكاديميين وغيرهم. أما الناقد التشكيلي صلاح بيصار فقال إن المهرجان به حيوية وتصالح وتحاور بين كل الاتجاهات الحداثية والتقليدية، مثل الحاسوب وفن الفيديو والوسائط المتعددة. ويقدم المهرجان عروضا جديدة لأربعة ضيوف شرف، منهم الفنانة الراحلة زينب عبده وأغلب لوحاتها المعروضة (15 لوحة) لنساء عاريات تعكس ملامحهم الحزن والألم. كما تضم قاعة "أبعاد" للفنان لبيب تادرس بعض اللوحات لنساء عاريات أيضا، وكذلك قاعة كوكب العسال، الأمر الذي صدم شريحة كبيرة من الجمهور الذي يزور المهرجان. وانتقد البعض عرض الرسوم العارية، وقال الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان أحمد وحيد إن عددا كبيرا من دول العالم أوقف الرسم العاري بضغط من منظمات حقوق الإنسان، بوصفه نوعا من الاستعباد للجسد الآدمي وامتهانا لجسد المرأة. وأكد وحيد أن هذا لا يؤثر إطلاقا على صقل مواهب الفنانين، مشيرا إلى أن كلية الفنون التطبيقية في مصر منعت الرسم العاري منذ عام 1973 والذي كان يدرس ضمن مادة الطبيعة الحية، كما منعته كلية الفنون الجميلة منذ عشر سنوات. في المقابل قال الفنان حلمي التوني إن الرسم العاري ليس إسفافا بل احتفاء بالجسد البشري، مضيفا أن الفن العاري موجود وينظر له بمفهوم جمالي تعبيري فكري ثقافي منفتح، وأكد أن العري في الأعمال المشاركة يقدم قيمة فنية تخلو من الابتذال.