كتب الناشر "ريشارد سكريتبرغ" في توطئة التقرير- حسبما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية- أمس في 22 صفحة، "تعتبر غالبيتنا أن تصفية الإستعمار في إفريقيا موضوعا يقرأ فحسب على صفحات كتب التاريخ، لكنه في الواقع لم يتسن لشعب الصحراء الغربية لحد الآن ممارسة حقه الديمقراطي في تقرير مصيره". وأضاف قائلا، أنه "منذ أكثر من ثلاثين عاما يعيش نصف السكان الصحراويين في مخيمات اللاجئين في الجنوب الجزائري، في وقت يعيش بلدهم تحت وطأة الإحتلال". كما أردف أن المغرب "قسم الشعب الصحراوي إلى جزئين ببنائه جدارا فاصلا"، يمتد على مسافة 2،200 كلم في قلب الصحراء الغربية ،"بين ثنايا أحد أكبر حقول الألغام في العالم". وذكر بأن الأممالمتحدة "صنفت الصحراء الغربية كقضية تصفية إستعمار، ورفضت محكمة العدل الدولية بلاهاي عام 1975 الإدعاءات المغربية، بشأن المطلب التاريخي حول الصحراء الغربية". وأضاف أن مجلس الأمن الأممي "صادق على أكثر من مائة لائحة، تؤكد حق الصحراويين في تقرير مصيرهم"، متأسفا" لعدم تحركه لرفض المغرب الاتفاقات التي كان هو في ذاته قد وقعها في التسعينات مع جبهة البوليزاريو". وأشار إلى أن الرباط "تتحدث اليوم عن "مخطط حكم ذاتي" للصحراء الغربية، يتنافى مع الشرعية الدولية، في حين لا يعترف أي بلد بسيادته (المغرب) على هذا الإقليم". كما أكد المجلس النرويجي للاجئين أن "الإحتلال المغربي" للصحراء الغربية يقف "عائقا أمام تطور و استقرار وأمن هذه المنطقة الواقعة على بوابة أوروبا". وفي ذات السياق، تحدثت منظمات انسانية عن مخلفات الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، حيث دقت عدة منظمات دولية ناقوس الخطر من جديد، محذرة من كارثة إنسانية بمخيمات اللاجئين الصحراويين، بعد نفاذ مخزون المواد الغذائية الأساسية، من مخازن مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوي لتغطية احتياجات شهر أفريل 2008، وعجز برنامج الأغذية العالمي عن الاستجابة لهذه الاحتياجات العاجلة. وحسب بيان للهلال الأحمر الصحراوي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الإثنين، قد سجل كل من برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للاجئين واليونسيف والمديرية العامة للمساعدات الإنسانية الأوربية ووكالة التعاون الدولي الانساني والهلال الأحمر الجزائري والهلال الأحمر الصحراوي، في اجتماع لخلية التنسيق، عقد في 26 مارس الجاري، بالجزائر "انشغالهم الكبير" حول ما يواجهه برنامج الأغذية العالمي "من عدم كفاية الموارد المالية بحوزته للاستجابة لهذه الاحتياجات العاجلة" وما سيكون لذلك من انعكاسات خطيرة على صحة اللاجيئن الصحراويين الذين يعتمدون بالكامل على المساعدات الانسانية الدولية. ونبه الهلال الأحمر الصحراوي في النداء، إلى أن المواد الغذائية الأساسية التي كانت متوفرة في مخازنه "قد نفذت بشكل كامل"، بعد توزيعها على المستفيدين لتغطية احتياجات شهر مارس الحالي، مؤكدا أنه "لا يوجد أي مخزون احتياط من هذه المواد". وناشد البلدان المانحة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية و لجان الصداقة والمجتمعات المساندة وكافة أصدقاء الشعب الصحراوي، لتقديم مساعدات عاجلة من مختلف المواد الغذائية، لتجنب وقوع كارثة إنسانية إن لم يتم تدارك الموقف بشكل عاجل.