ولقد كانت السنة الماضية حافلة بهذه التسميات الشعبية، تماما مثلما كانت ديناميكية سوق السيارات في الجزائر، ولعل التسميات الأكثر تواترا هي تلك التي حازتها سيارة "كليو" بنوعيها "الدبزة" وبعدها "الدبانة"، التي كانت سيارة الشباب المفضلة، والمعبرة عن القوة والعملية، بينما لم يكن بوسع أحد إنكار إعجابه الكبير بسيارة "بي أم دوبل في5" التي اختصر الجزائريون العجب بها في كلمة "شيطانة"، وقد عرفت هذه التسميات انتشارا كبيرا جعلها تدخل قاموس الجزائريين، لتصبح عاملا لغويا عاديا في يومياتهم• وحسب الكثير من الشباب الذين التقيناهم في الصالون الدولي للسيارات، فإن هذه التسميات ترجع عادة إلى الشبه الذي تتم ملاحظته على السيارة، مع شيء آخر في الطبيعة، فسيارة "الروكان" أو الحوت مثلا، نالت هذا الاسم نظرا لشكلها الذي يأخذ الناظر إليه بالخيال إلى صورة الحوت القوي وهو يركب الأمواج"، بينما نالت سيارة "مرسيدس" تسمية "الكاوكاوة" وبعدها "اللوزة" بسبب الشبه الموجود بين مصباحها الأمامي مع "اللوزة" و"الكاوكاوة"، في حين حصلت "ميغان" على اسم "بيري" أو "كاسكيطا" نظرا لشكلها الخلفي المتميز• لكن بالنسبة لهؤلاء الشباب، الذين أتوا في معظمهم إلى معرض السيارت لإشباع فضولهم لا غير، باعتبار أن الحصول على واحدة من السيارات المعروضة، يعد أمرا صعبا بالنسبة للكثير منهم، "زيادة على كون الاختيار أصعب"، فإن هذه التسميات باتت قديمة الآن فهي خاصة بالسنة الماضية 2007، فتسميات السيارات تابعة لسنة ظهورها• ويقول أحد الشباب من الذين تحدثنا إليهم هناك، إن التسمية الأحدث بالنسبة للسنة الجارية هي تسمية التمساح أو "الكروكوديل" وهي سيارة "أودي تي تي"• بينما حصلت سيارة ال"كليو 3" على تسمية "الجرانة"، ونالت سيارة "أودي كا7" على اسم "الهايشة" إلا أن هذا الاسم ليس من إبداع الجزائريين، حسبه فحتى الأوروبيين يطلقون عليها عبارة "لا بات" لأنها ببساطة "غولة"، أما سيارة "الغولف 5" فقد أطلق عليها اسم "البابيون" أو الفراشة نظرا للشبة الموجود في أجنحتها مع الفراشة• وحسب سفيان وهو تلميذ في السنة التاسعة من الرابعة من التعليم المتوسط بمؤسسة كانون باي بالدار البيضاء، الذي جاء برفقة صديقه سليمان الذي يدرس في السنة الثانية من التعليم الثانوي بثانوية ديار البركة ببراقي، فإن هذه السيارات تعبر عن القوة والحضارة، بدليل أن أي أحد "تطلبين رأيه في ال "أودي تي تي" مثلا أو في "الكليو3" فسيعبر لك قائلا "قوة" أو حضارة، "لأنها حقا كذلك"• الإبداع المستمر الذي برع فيه صانعو السيارات، جعل الجزائريين يبدعون في تسميات هذه التحف الحضارية، التي استحوذت على عقول الشباب، إلا أن إعجابهم وانبهارهم بهذا النوع من السيارات الفاخرة، لا يعني بالضرورة إمكانية الحصول عليها، فالسيارات الراقية لها زبائنها، لتنال السيارات الصغيرة وذات الأسعار المعقولة، هي الأخرى حظها الوافر في الأوساط الشعبية، على الرغم من محافظتها على تسمياتها الأصلية، ولعل ذلك ما يفسر حركية السوق الجزائرية التي يجد بها المستثمر فئة يستهدفها لأي منتوج يعرضه•