سلط مراسل صحيفة الديلي تلغراف البريطانية جوناثان بيتر الصادرة امس الضوء على تصريحات أدلت بها أليسون روف، العضو البارز في المجمع الكنسي العام لكنيسة إنكلترا، وتدعو فيها ل "فرض حظر على بناء المزيد من المساجد في بريطانيا". تنقل الصحيفة عن روف قولها إنه يتعين على السلطات البريطانية عدم السماح ببناء أي مساجد جديدة في البلاد "في الوقت الذي تواصل فيه الدول الإسلامية اضطهاد المسيحيين على أراضيها". وروف هذه، التي عملت في السابق كقاض، هي إنجيلية محافظة وكانت من أشد المنتقدين للآراء التي عبَّر عنها الدكتور روان ويليامز، كبير أساقفة كانتيربيري، في سياق كلمة ألقاها مؤخرا حول ضرورة السماح بتطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا في ظروف وحالات محددة. وقالت روف، التي ترأس أيضا مجلس الأساقفة الذي يقدم النصح لأُسقف لندن، ريف ريتشارد تشارترز: "إن الشريعة الإسلامية ستُدخل إلى بريطانيا إن لم نتنبه ونراقب الأمور عن كثب." يقول التقرير إن المتحدث باسم الكنيسة قد سارع فورا للنأي بالكنيسة عن تصريحات روف بشأن حظر بناء المساجد في البلاد، قائلا إن من شأن هكذا تصريحات أن تثير وتفاقم التوترات بخصوص موقع المسلمين في المجتمع البريطاني. وأضاف المتحدث باسم كنيسة إنكلنرا قائلا: "هذه التصريحات تخصها هي، إنها مجرد فرد تتكلم عن نفسها وحسب." من جهته، قال متحدث باسم أبرشية لندن: "إن تعليقات السيدة روف تتعلق بها وحدها ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر الأبرشية التي تتبنى خليطا ممتازا ومتداخلا من العلاقات بين الأديان في جميع أنحاء العاصمة لندن." إلا أن زعماء مسلمين بارزين، كما تقول الصحيفة، عبروا عن رد فعل غاضب على تصريحات روف، قائلين إنها "تُعد تعليقات نموذجية لتصريحات تصدر عادة عن عضو في الحزب القومي البريطاني، أكثر مما تنم عن أفكار الكنيسة الأنجليكانية." وقالت الديلي تلجراف إن روف كانت قد أدلت بتصريحاتها تلك أثناء مقابلة إذاعية أجرتها معها "إذاعة بريميير" المسيحية التي نقلت عنها قولها حرفيا: "لا للمزيد من المساجد في المملكة المتحدة. نحن نقوم باستمرار ببناء المزيد من المساجد الجديدة التي يُنفق عليها من الأموال الآتية من الدول النفطية." وأضافت روف قائلة: "هنالك، على حد علمنا، ما بين 3.5 وأربعة ملايين مسلم في هذه البلاد، وهنالك مساجد تكفيهم وهم لا يحتاجون إلى المزيد منها."