ذكرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في تقرير أعده مراسلها لشؤون الأمن، دانكان كاردام، عن رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي 6) قوله إن بريطانيا ''جُرَّت إلى الحرب في العراق، الأمر الذي كان دوما ضد قناعاتنا وحكمنا على الأمور''• يقول ضابط الاستخبارات البريطاني السابق، الذي كان على رأس منصبه عندما اتخذت الحكومة البريطانية قرارها بالدخول في الحرب، إنه كان هنالك ثمة تحفظات على مستوى عالٍ جدًا في جهاز الاستخبارات السرية البريطاني بشأن دخول الحرب• ويعتقد المحللون أن من شأن أقوال إنكستر، والتي جاءت في سياق كلمة ألقاها أمام معهد أبحاث السياسة العامة، أن تُعيد إشعال الجدل الذي دار في السابق بشأن التدخل السياسي في الحرب• والطريف أن الكشف عن ''توريط'' بريطانيا في الحرب على العراق جاء عن طريق ضابط كان يشغل مثل هذا المنصب الرفيع في نفس الجهاز الذي تم تحميله مسؤولية الفشل الاستخباراتي بشأن حرب العراق• ومعلوم أن قرار دخول لندن تلك الحرب جاء بناء على المساعدة التي قدمها جهاز (أم آي 6) من خلال إعداده للملف الذي قال فيه رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، إن العراق كان مستعدا لاستخدام أسلحة الدمار الشامل في غضون 54 دقيقة• ويُلقي إنكستر باللائمة بدخول بريطانيا الحرب على وزارة الخارجية البريطانية التي يرى أن ''ضعفها هو الذي سمح بجرِّ البلاد إلى صراع كان للمسؤولين الكثير من الشكوك الجادة والخطيرة حياله''• ويقول ضابط الاستخبارات السابق: ''إن وزارة الخارجية لم تعد تصنع سياسة خارجية، بل باتت تتصرف كمنصة لعدد من الوزارات والدوائر البريطانية المتعددة• كما أن الافتقار للفهم الجلي والواضح لموقعنا الاستراتيجي في العالم يفسر أيضا كيف تم جرُّنا لحرب مع العراق، الأمر كان دوما ضد نظرتنا للأمور وحكمنا عليها''• ويضيف تقرير الديلي تلغراف قائلا إن آراء إنكستر، والتي يجري التعبير عنها علنا للمرة الأولى، قد تفسر أيضا سبب تجاهله وتجاوزه لصالح السير جون سكارليت، الرئيس الحالي لجهاز (أم آي 6) الذي تسلَّم زمام المسؤولية عن ملف العراق خلال تحقيق هاتون في وفاة خبير الأسلحة السابق الدكتور كيلي• ويشير التقرير إلى أن إنكستر، الذي يعمل حاليا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، كان قد عمل لصالح فرع الاستخبارات المذكور ما بين عامي 1975 و2006، وذلك في مواقع منها أقسام آسيا وأمريكيا اللاتينية وأوروبا•