اختتم، أول أمس، بمدينة وهران الملتقى الدولي الأول حول "معالم وأعلام مدينة وهران" بإجماع المشاركين على ضرورة الاهتمام بمعالم المدينة وأعلامها والتعريف بهم. دعا المشاركون في هذا الملتقى الذي تناول شخصية الإمام "سيدي الهواري محمد بن أعمر" إلى الاهتمام بالرباطات والمدارس التاريخية ومعالم وهران كآثار يجب الحفاظ عليها والتعريف بها. وحثت توصيات هذا الملتقى، الذي دام يومين، الجامعيين والباحثين إلى إنشاء دليل تاريخي وسياحي للتعريف بالرباطات والعلماء والطلبة الذي شاركوا في تحرير مدينة وهران وكذا تسمية بعض الشوارع والمؤسسات بأسماء شهداء وعلماء الفتح والعمل على إبراز الهوية العربية والإسلامية لوهران وتعايشها الحضاري والثقافي والمعماري مع حضارات وثقافات أخرى. كما أوصى المشاركون في الملتقى، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، باعتماد يوم 26 فيفري من كل سنة كيوم احتفالي بتحرير وهران ووجهوا دعوة للمشايخ والباحثين والجامعيين والمهتمين للتفكير والمساهمة في موضوع ملتقى السنة القادمة حول موضوع "وهران بين الهوية الإسلامية والثقافات المتوسطية". وقد تميزت أشغال اليوم الثاني من هذا اللقاء الذي شارك فيه أساتذة جامعيون وباحثون من الجزائر ومن المغرب وتونس بإلقاء سلسلة من المحاضرات حول "التصوف عند الإمام الهواري" و"تاريخ مدينة وهران". وفي هذا الصدد تناول الأستاذ عبد المنعم القاسم حسيني من جامعة ورفلة في مداخلته الدور الريادي للإعلام المتصوفة بمدينة وهران من بينهم "الإمام الهواري" الذي تتلمذ على يده علماء أجلاء انتشر على يدهم التصوف السني بالمدينة. ومن جهته تطرق الأستاذ طيبي محمد من جامعة وهران إلى دور الإمام الهواري في إعادة تأسيس الجهاد الباطني، معتبرا الإمام سيدي الهواري "واضع اللبنة الأولى لجهاد الفقهاء وتجريد فكر الجهاد في إطار العلم الديني وليس في إطار العلم العقلي". وتحدث الأستاذ بدعي مصطفى من جامعة مستغانم عن تأثير "فتوة أحمد بن جمعة المغراوي الهواري" حفيد الإمام سيدي الهواري على المورسكيين في إسبانيا خلال القرن 16 الميلادي والتي قدمت نصائح للمورسكيين لإظهار المسيحية وكتمان الإسلام بعدما فرض عليهم التنصير القسري في سنة 1502، مشيرا إلى أن هذه الفتوى موجودة في متحف "الفاتيكان". كما تطرق المشاركون في هذا الملتقى المنظم من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى تحصينات مدينة وهران التي تتوفر على 30 حصنا وكذا العلماء الذين تتلمذوا على يد الإمام سيدي الهواري وعن عمران المدينة وكذا أعلام المدينة في الكتب والمراجع المغربية.