أوصى المشاركون في ختام أشغال الملتقى الدولي الثاني حول "هوية وهران الإسلامية والثقافات المتوسطية" أول أمس بضرورة تسمية مؤسسات مدينة وهران وشوارعها باسم أعلامها وعلمائها التاريخيين. وأبرز هؤلاء في بيانهم الختامي الذي تلاه أحد منظمي هذه التظاهرة التي احتضنتها جامعة وهران محمد بوضياف على مدار يومين أن الرصيد التاريخي لمنطقة وهران ثري بالأسماء والشخصيات العلمية والدينية الكبيرة التي تستحق هذا التخليد والوفاء الرمزيين. وذكر البيان أن تسمية مؤسسات وشوارع وهران بأعلامها ورموزها التاريخيين سيدعو الأجيال المتلاحقة بهذه المدينة إلى التمسك بأصالتهم وارتباطهم بهويتهم ويشدهم أكثر إلى البحث والاهتمام بماضي منطقتهم ثقافيا وحضاريا. كما دعا المشاركون في هذا اللقاء العلمي إلى ترسيم مسابقة علمية للتراث والثقافة باسم محرر وهران من الاحتلال الإسباني القائد محمد بن عثمان الكبير، وأن تكون الطبعة الثالثة لهذه التظاهرة المرسمة بوهران للسنة القادمة 2010 موجهة لموضوع "التراث الثقافي الوهراني ودوره في تنمية المدينة". وأشار البيان الختامي لهذه التظاهرة المخلدة للذكرى السنوية 217 لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني أهمية الوعي المتزايد بتاريخ البلاد وارتباطه بتنميتها علميا وثقافيا وهو ما يتجلى في الرعاية الكبيرة التي تخصها الجهات الحكومية في تنظيم وتنشيط مثل هذه الملتقيات العلمية والدعوة إليها. كان اليوم الثاني من أشغال هذا اللقاء قد شهد مناقشات واسعة بين المشاركين حول الآثار العلمية التي تركها علماء وهران التاريخين وتحليل مضامين كتبهم ومخطوطاتهم وإسهاماتهم في نشر العلم وقواعد الفقه واللغة العربية. كما تم تقديم مداخلة تحت عنوان "مدينة وهران ونواحيها من خلال مذكرات الجنرال ديمشيل من قبل الدكتور حسن الصادقي من معهد الدراسات الإفريقية بالرباط، وكذا محاضرة تحت عنوان "وهران بين الهوية الإسلامية والاستدمار الاسباني" من طرف الدكتور عبد العزيز لعرج من قسم التاريخ والآثار لجامعة الجزائر بالإضافة إلى دراسة لغوية حول منامات ابن محرز الوهراني من طرف الدكتور عزوز أحمد من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة وهران. يذكر أن الطبعة الثانية لهذا الملتقى الدولي والتي انطلقت يوم الأربعاء شهدت إلقاء 40 محاضرة ومشاركة باحثين وأكاديميين من مختلف أرجاء الوطن بالإضافة إلى ممثلين من جامعات مغاربية تناولت أبعاد الهوية الثقافية الإسلامية لوهران وامتداداتها المتوسطية ودور الرحالة العرب والفقهاء والمتصوفين في نشر معالم الدين الحنيف وصد حملات التغريب والتمسيح التي استهدفت شعوب وهران على غرار باقي مناطق الوطن في الحقبات التاريخية المتعاقبة.