تحتضن جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران ابتداء من صبيحة اليوم وعلى مدار يومين فعاليات الملتقى الوطني حول معالم وعلماء وهران الذي سيخصص طبعته الأولى لحياة ومسيرة ونشاط العالم والمفكر والمتصوف سيدي الهواري الذي يحمل أحد أهم وأكبر وأقدم احياء وهران اسمه وزاويته تبركا به وبكراماته·
الملتقى الذي تنظمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بوهران بالتعاون مع الجامعة سيحاول فيه المدعوون من أساتذة وباحثين تسليط الضوء على شخصية الإمام سيدي الهواري باعتباره شخصية فذة وعريقة خلدت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ وهران الحافل بالمآثر التي لا تزال معالمها واضحة جليه الى يومنا هذا· سيدي الهواري الولي الصالح والعالم الجليل ولد عام 751 ه (1350م) وتوفي سنة 843 ه(1442م) عن عمر يناهز83 سنة قضاها في العلم والبحث والحل والترحال كما يذكر ذلك المؤرخ أبوراس الناصري حيث أخذ العلوم بفاس المغربية على يد الشيخ موسى العبدولي وببجاية التي اقام بها وتتلمذ على يد الشيخ أحمد بن ادريس الذي يعتبر أحد مشايخ العلامة إبن خلدون· الامام الهواري كان الى جانب هذا كثيرالثناء على سكان بجاية لمحبتهم للغرباء وحسن معاملتهم ومعاشرتهم ليسافر بعدها الى المشرق لأداء فريضة الحج وأثناء عودته بقي في مصر والتقى فيها بالعديد من العلماء كما سافر الى القدس وبلاد الشام قبل أن يقرر الاستقرار النهائي بوهران مثابرا على العلم والتعلم والتعليم رفقة الولي الصالح الآخر سيدي محمد بن الحسن بن مخلوف الى غاية وفاته بوهران ليأمر حينها باي وهران بإقامة قبة على ضريحه احتراما له وتكريما لشخصه· الامام سيدي الهواري ألّف العديد من الكتب معظمها في علم التصوف منها تبصرة السائل وكتاب السهو ولصعوبة لغتها اعاد الأستاذ عبد الرحمن بن المقلش صياغتها بعنوان اصلاح كتاب السهو للهواري حيث يقول في هذا الشأن العديد من الكتاب والمؤرخين أن المقلش أعاد كتابة كتاب سيدي الهواري وأصلحه وزنا وإعرابا ولغة دون المساس بمعانيه· للتذكير يؤكد علماء ومؤرخون وهران أن سيدي الهواري كرس حياته لمحاربة كافة اشكال الرذيلة ناشرا الوعي والدين الصحيح وكان همه تنبيه الناس من غفلتهم وسهوهم· الملتقى الذي سيفتتح اليوم من طرف وزير الشؤون الدينية السيد بوعبد الله غلام الله وبحضور وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية سيكون مناسبة للأكاديميين لاحياء ذكرى تحرير وهران من الإسبان والفرنسيين والحفاظ على الوصية المتعلقة بضرورة الاهتمام بالغريب واستضافة عابري السبيل·