ماذا ستستفيد الجزائر والقارئ أو المشاهد الجزائري من تداول وسائل الإعلام الجزائرية لما تنشره القاعدة من تهديدات للجزائريين أو للشخصيات الجزائرية، بل ماذا كنا سنستفيد من نشر رسالة الظواهري، الذي قال إن الجزائريين يستحقون ما يجري لهم من تفجيرات وعمليات إرهابية، فمن المنطقي أن يقول الظواهري ذلك، وهو الذي خرج "مجاهدا " ضد البشر في كل أنحاء الدنيا، لإرساء مشروع القاعدة الذي ناضلت من أجله الجماعات الإسلامية، من قلعة علاموت باصفاهان ومرورا بالحركة الإسماعيلية بمصر من قرون مضت• فمن الطبيعي إذن أن يتشفى الظواهري في الجزائريين، ومن الطبيعي أن تهدد القاعدة "بلخادم" أو "بوتفليقة" أو أي شخصية أخرى في البلاد، بل هي فعلا تهدد كل البلاد بناسها وزرعها وشجرها وحجرها، فلماذا إذن الترويج لما تقوله القاعدة في بياناتها؟ أم البحث عن تحقيق الربح ينسينا قواعد المهنية والمصلحة الوطنية ؟ هل كان الظواهري سيدافع على خياراتنا السياسية والحضارية في وسائله الإعلامية ؟ لقد عشنا تجربة مماثلة زمن الفيس وكلفتنا غاليا، وما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم، عندما كانت صحف في بداية التعددية الإعلامية تنشر يوميا صور شيوخ الفيس على صدر صفحاتها الأولى من أجل البيع، ولم تتنبه للضرر إلا عندما انقلب السحر على الساحر وصارت الصحافة تدفع يوميا من أرواح عمالها وصحفييها قرابين على مذبح الديمقراطية• واليوم عدنا لتكرار الأخطاء نفسها مع القاعدة ومع أذيالها في الجزائر، ونروّج بالتالي لأعمالها الشنيعة، مرددين كالصدى الرعب التي تحاول جاهدة بثه في نفوس المواطنين بهدف التمكين لمشروعها• علينا نحن الإعلاميين أن نتنبه لهذا الفخ، الذي تنجح في كل مرة الجماعات الإرهابية سواء كانت تسمى قاعدة أو غيرها، توقيعنا فيه حتى لا نكون مجرد ببغاوات ساذجة أو مجرد أبواق، في خدمة هذه القوات الظلامية التي تروج لمشروع اجتماعي لا يمت بصلة لمشروعنا الحضاري، فالمسؤولية التي تقع على عاتقنا ثقيلة •••