الحق في الإعلام مكفول للمواطن في كل بقاع المعمورة والصحافيون خدم عموميون غير رسميين هدفهم الأول العمل على رقي المجتمع وتنوير الرأي العام ويفترض أن تفتح أمامهم الأبواب حتى يوصلوا الحقائق من مصادرها الحقيقية، وهو ما تسعى إليه الحكومات وتدعو إلى بلوغه••فتمكين الصحفي من الوصول إلى مصدر الخبر يخدم المهنة بقدر ما يخدم أصحاب الخبر غير أن تصرفات بعض المسؤولين عندنا توحي أن تصريحات وزير الاتصال لا تتعدى القاعة التي تحدث فيها بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير عن ضرورة ترقية العمل الإعلامي وفتح المجال أوسع للوصول إلى مصدر الخبر، وإلا بماذا نفسر مثلا تخلي خلية الإعلام والاتصال بمديرية الأمن الوطني بقسنطينة عن طريقة كانت تنتهجها منذ مدة مع الإعلاميين في لقاء أسبوعي صبيحة كل خميس لعرض الحصيلة الأسبوعية وإطلاع الصحافيين ومن ورائهم الراي العام بكل مستجدات مكافحة الجريمة وما يحدث في الساحة الأمنية بصفة عامة والسبب خلفه العدالة بقسنطينة حسب ما علمناه والحصار أكبر لدى القطاعات التابعة لوزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال، فكل المديرين المحليين سواء في مؤسسة بريد الجزائر أو اتصالات الجزائر على مستوى عاصمة الشرق يرفضون الإدلاء بأي تصريح في غياب رخصة تمنحها المؤسسة على المستوى المركزي بالعاصمة، وهو ما لا يمكن هضمه ويعرقل تقديم إعلام موضوعي يعتمد على المصداقية وصحة الخبر بعيدا عن ألوان المناورة، اعلام موضوعي يعتمد على الأخذ بأراء كل الأطراف•• معاناة الصحفيين والمراسلين بقسنطينة تتسع دائرتها من يوم لآخر والسماح بالوصول إلى مصدر الخبر يكاد يكون أمرا صعبا ليس بخصوص الأخبار الأمنية فحسب أو طلب ولوج سجن الكدية مثلا بل حتى المساعي الهادفة إلى تأكيد خبر أو نفيه يصبح من المستحيلات بالنسبة للعديد من المسؤولين في مؤسسات، وهو ما يستدعي تدخلا من قبل القائمين على شؤون الإعلام والاتصال خدمة للمهنة ولحق المواطن في الإعلام•