اكد رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد ان كيانه سيتخذ قريبا جدا "قرارا حاسما" بشأن حركة حماس في قطاع غزة. وقال اولمرت في اجتماع لحكومته: لا يمكن تحت اي ظرف من الظروف السماح للوضع في قطاع غزة ان يستمر بالطريقة التي يسير عليها منذ اشهر. وأضاف: إن ساعة البت في الطريقة التي سندير فيها الامور في غزة قريبة جدا، دون الكشف عن طبيعة الخطوات التي ينوي القيام بها. وتأتي تصريحات اولمرت بعد ايام من دعوة وجهها عدد من وزراء الاحتلال لشن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في غزة. وقال هؤلاء الوزراء انهم يفضلون شن عملية عسكرية واسعة ضد حماس في غزة، إلا انه وطبقا لصحيفة هآرتس الاسرائيلية فان عددا من المسؤولين السابقين في الجيش والامن الاسرائيلي اكدوا للحكومة انهم يعارضون شن اي هجوم جديد على غزة. وقال هؤلاء المسؤولون في رسالة موجهة الى اولمرت: إن ادراك حقيقة ان انهاء نظام حماس في غزة ليس هدفا واقعيا وان اعادة حركة فتح الى القطاع بالحراب الاسرائيلية امر غير محبذ، يجب اجراء محادثات غير علنية مع حماس من خلال مصر او اي جهة مقبولة لدى الطرفين. ومن بين الموقّعين على الرسالة رئيس الموساد السابق افراييم هاليفي، ورئيس اركان الجيش السابق امنون ليبكين شاحاك، والقائد السابق للقوات الاسرائيلية في غزة شمويل زاكاي. هذا ومن المقرر ان يتوجه وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك الى مصر الاثنين لاجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي تتوسط بلاده للتوصل الى تهدئة بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي. في المقابل، اكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة الاحد، دعم حكومته لجهود الوساطة المصرية بشأن التهدئة المتبادلة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، داعيا القاهرة لفتح معبر رفح في حال رفض الكيان هذه التهدئة. وقال هنية في كلمة بمناسبة الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية "في حال رفض الاحتلال الاسرائيلي التهدئة فان الأشقاء في مصر مدعوون من جانب واحد الى فتح معبر رفح وكسر الحصار، فمصر ليست وسيطا بل حليفا وداعما للشعب الفلسطيني ومساندا لحقوقه الثابتة". وأكد استمرار الجهود والاتصالات لكسر الحصار والتجاوب مع كافة المبادرات لتحقيق ذلك، مبديا دعم حكومته لجهود مصر في تحركاتها على صعيد تحقيق التهدئة "بحيث تتزامن مع كسر الحصار ووقف العدوان". وقال هنية "إن وفدا من حماس سيتوجه خلال يومين لمصر لمتابعة هذا الموضوع". كما دعا اللجنة العربية المنبثقة عن جامعة الدول العربية للعمل على فك الحصار على القطاع وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وفي موضوع تبادل الاسرى قال هنية "إن المقاومة الفلسطينية لن تتراجع في مطالبها مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط". وأعلن أن الفصائل الآسرة للجندي الاسرائيلي في غزة على استعداد تام للافراج عنه في صفقة تبادل للأسرى "في حال استجابت الحكومة الاسرائيلية لاستحقاقات الصفقة بالافراج عن الأسرى الفلسطينيين". وأكد هنية تمسك حكومته بمبدأ حماية المقاومة الفلسطينية، داعيا في الوقت ذاته الى تحقيق التوافق "في كيفية ادارة الصراع بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني". من جهة أخرى، دعا هنية اللجنة العربية المنبثقة عن وزراء الخارجية العرب الى الاهتمام بالحالة الفلسطينية وبذل ذات الجهد الذي تبذله في الملف اللبناني من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة. وناشد هنية الشعوب العربية والاسلامية ضرورة التدخل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني "الذي ضرب كل مناحي الحياة الفلسطينية وطال منزل كل أسرة"، مطالبا باتخاذ اجراءات عملية وسريعة "لأن الأوضاع وصلت الى حد لا يطاق".