سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النخب السياسية التي لا تقرأ لا يمكنها أن تقدم الكثير للبلاد " على الدولة أن ترفع الضرائب عن الكتاب لتعزيز المقروئية " مدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي ل"الفجر"
تحيون اليوم ذكرى رحيل الطاهر جاووت، ماذا تمثل لكم هذه الشخصية؟ الطاهر جاووت هو كاتب يستمع أكثر مما يتكلم، فهو من المدافعين الحقيقيين عن حرية التعبير، كان يحسن اللغة العربية وقد كتب بها أشعاره الأولى كما كان يتقن اللغتين الأمازيغية والفرنسية، وأعتقد أن هذه اللغات هي التي صنعت منه مخيالا متعددا في الكتابة كما كان جاووت الكاتب الصحفي في آن واحد فهو ميال إلى الدفاع عن الرأي في الصحافة نقله أدبيا إلى الكتابة الأدبية الروائية• أشرتم إلى مشروع بين وزارة الثقافة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية، ماذا عن فحوى هذا المشروع؟ صحيح هناك مشروع يربط وزارتي الثقافة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية، فالأولى تتولى عملية تعزيز المكتبات بمختلف اللوازم والإمكانيات الضرورية على أن تتولى الثانية عملية توسيع هذه المكتبات لتمس ربوع الوطن من خلال التأسيس لمكتبة في كل بلدية، وهو المشروع الذي بدأ عام 2000 بحوالي 500 مكتبة، ونحن اليوم نطمح كثيرا في هذا المشروع إذا ما وصل إلى تحقيق أهدافه، أن يكون قفزة نوعية في مجال المقروئية وتلبية رغبة القراء في المدن الصغيرة والقرى النائي• ماذا عن تعزيز المكتبة الوطنية بالعاصمة بملحقات عبر ولايات الوطن؟ نحن نراهن على ملحقات المكتبة الوطنية لأننا نعتقد أن شبكة المكتبات البلدية تحتاج إلى احترافية لتوجه هذه المكتبات البلدية، وقد تصورنا أن تكون المكتبة الوطنية الأم هي القمة أو الهرم ثم تأتي بعده ملحقاتها إلى غاية الوصول إلى المكتبات البلدية في الدرجة الثالثة لأن هذه الأخيرة تحتاج إلى سياسة خاصة في الأرصدة والتوجيه وحتى التكوين، ومكتبة الحامة لها تجربة في ذلك• في مشارف 2010 سنصل إلى تأسيس 32 ملحقة، حسب البرنامج المسطر من طرف المكتبة الوطنية، وهي عبارة عن مكتبات افتراضية مهنية تكون مربوطة بشبكة الانترنت لتسهيل عملية توصيل الكتاب إلى الباحث لاسيما في المدن التي بها جامعات• وماذا عن ولاية تيزي وزو؟ لقد برمجنا في 2008 عدة ملحقات سيتم فتحها منها معسكر أم البواقي والأغواط، إلى جانب ملحقات أخرى ستكون جاهزة في المستقبل القريب لتضاف إلى تلك الموجودة والتي تشتغل منذ 2000، منها ملحقات عين تيموشنت، الشلف، إلى جانب بشار وتيارت وبجاية• أما عن مشروع تيزي وزو فإنه سيتم أخذه بالتعاون مع مديرية الثقافة وولاية تيزي وزو وقد تم اختيار القطعة الأرضية والهندسة المعمارية الخاصة بهذا المشروع• ألا ترون أن غياب قانون خاص بالمكتبات أدخل الثقافة والمثقف الجزائري في حالة من الفوضى؟ صحيح•• حاليا لا يوجد أي قانون من شأنه أن يسير المكتبات المتواجدة على المستوى الوطني، وباستثناء القانون الأساسي للمكتبة الوطنية الحامة والنظام الذي يميزها، فأنا أعتقد أن هذه المكتبات الموجودة يجب أن تحمى بقوانين لأنه إذا لم تحمََ سيتم اختراقها، علما أنه صدر مؤخرا قانون المكتبات العمومية لكنه مايزال بحاجة إلى نظام يعززه وأعتقد أن وزارة الثقافة تعمل من أجل خلق هذه القوانين لحماية المكتبات البلدية والعمومية• يقال إن السياسة هي ما يقتل الشباب ما هو تقييمكم لذلك؟ يجب ألا ننسى الدور الثقافي لأن العملية تنموية شاملة، معناه إذا أردنا أن نخلق سياسة يجب أن نؤسس للطبقة السياسة بذاتها والتي يجب أن تتغذى من روح الثقافة، وعليه نراهن على الكتاب باعتباره إشعاعا ثقافيا، وأعتقد أن النخب السياسية التي لا تقرأ لا يمكنها أن تقدم الكثير للبلد• ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها لتقريب الكتاب من المواطن الجزائري؟ هناك المكتبات العمومية والمكتبات الخاصة التي يجب تشجيع أصحابها للاستثمار في مجال المقروئية، كما أنه على الدولة أن ترفع الضرائب على الكتاب المستورد والمواد المستعملة في صنعه، كل هذا من شأنه أن يقرب الكتاب من المواطن الجزائري بمختلف مستوياته• أشرتم إلى إشكالية المقروئية كيف ترون واقعها في الجزائر في ظل العولمة والتدفق السريع للمعلوماتية؟ يبدو لي أن الجزائري قارئ جيد والرهان ظاهر خلال المعارض الدولية التي تقام في الجزائر والتي تشهد إقبالا كبيرا عليها، دور النشر في المغرب العربي تنتظر هذه الفرصة من أجل أن تقوم بطبعات خاصة لكتبها لأنها تعرف أنها حينما تجيء إلى الجزائر تجد قارئا يتلقفها، أيضا تظهر المقروئية لدى الجزائري في قراءته للجرائد، لكن هذا كل لا يشفي غليله، فعليه اليوم نقل عادة هذه القراءة من الجرائد إلى الكتب لأنها تشكل فرصة كبيرة أمامنا يجب تحقيقها من خلال نقل متعة القراءة بالجريدة إلى متعة القراءة بالكتاب لاسيما النصوص الأدبية والمعرفية• الصورة: أمين الزاوي التعليق: الزاوي•• سنصل ل32 ملحقة للمكتبة الوطنية في 2010 الحواشي: المكتبات الموجودة يجب أن تحمى بقوانين لأنه إذا لم تحمَ سيتم اختراقها، علما أنه صدر مؤخرا قانون المكتبات العمومية لكنه مايزال بحاجة إلى نظام يعززه وأعتقد أن وزارة الثقافة تعمل من أجل خلق هذه القوانين لحماية المكتبات البلدية والعمومية• يجب أن نؤسس للطبقة السياسة التي يجب أن تتغذى من روح الثقافة، وعليه نراهن على الكتاب باعتباره إشعاعا ثقافيا، وأعتقد أن النخب السياسية التي لا تقرأ لا يمكنها أن تقدم الكثير للبلد•