حذرت الأممالمتحدة من أن عدد النازحين السودانيين جراء المعارك الدامية التي جرت الأسبوعين الماضيين في مدينة أبيي, قد يصل إلى تسعين ألفا• وقال جايسون ماتوس منسق الأممالمتحدة في أبيي كبرى المدن الواقعة على الخط الفاصل بين جنوب السودان وشماله إن غياب حسابات دقيقة للخسائر البشرية وأعداد النازحين يفاقم من قتامة الصورة الإنسانية في المنطقة• من جانبه قال أندي بندلتون المسؤول عن جنوب السودان في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمطار الغزيرة المتوقع هطولها بعد أسبوعين قد تساهم في انتشار أمراض إذا لم ينقل النازحون إلى ملاجئ مناسبة• ووقعت هذا الشهر مواجهات دامية بين الجيش السوداني ومسلحي الحركة الشعبية لتحرير السودان في أبيي ما هدد اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 بين الجنوبيينوالخرطوم، والذي أنهى 21 عاما من الحرب الأهلية, غير أن تطبيق هذا الاتفاق ما يزال هشا• واعتبرت هذه المعارك أخطر الانتهاكات لاتفاق السلام الشامل الذي ينص على حكم ذاتي في جنوب السودان لمدة ست سنوات، وعلى مشاركة المتمردين السابقين في الحكومة المركزية بدون أن يحدد وضع أبيي التي تثير عائداتها النفطية صراعا محتدما بين الطرفين• وقد نفت الخرطوم اتهامات بتعزيز قواتها في أبيي عقب المعارك التي أسفرت عن حرق سوق المدينة، ووقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش والحركة الشعبية• وقالت إن قوات الجيش السوداني متمركزة في أبيي بموجب بنود اتفاق السلام• ومن المقرر أن تجتمع اللجنة العسكرية المشتركة لوقف إطلاق النار، وهي لجنة رفيعة المستوى تضم قادة عسكريين من الجانبين تحت قيادة الأممالمتحدة، الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع في أبيي• ومن المفترض أن يقرر الجنوبيون مصيرهم في استفتاء عام 2011، على أن يجرى في السنة نفسها بأبيي استفتاء مستقل يقرر فيه سكانها ما إذا كانوا يريدون الإبقاء على النظام الإداري الخاص في ظل سيادة حكومة الشمال, أو الانضمام إلى الجنوب•