من المزمع أن يحل اليوم بالعاصمة رئيس مكتب وكالة "رويترز" بالجزائر "ويليام كلاين"، بغرض الالتقاء بمسؤولي وزارة الاتصال، لبحث المشكل الذى أدى بالهيئة المعنية إلى سحب الاعتماد من مراسل الوكالة، إثر نشره معلومة أمنية خاطئة، تتعلق بعملية إرهابية استهدفت - حسبه - محطة المسافرين بالبويرة• وبحسب المصادر ذاتها، فإن إدارة وكالة "رويترز" للأنباء ببريطانيا، طلبت من مدير مكتبها بالجزائر أن ينتقل شخصيا إلى العاصمة من أجل إعادة فتح قضية سحب الاعتماد من مراسلها، الذي نشر منتصف الأسبوع الماضي معلومة أمنية خاطئة، تناقلتها مختلف المواقع الإخبارية، تتعلق بحدوث تفجير إرهابي بمحطة المسافرين بولاية البويرة، ما أدى إلى وقوع عشرين قتيلا، وهي المعلومة التي نفتها الجهات الرسمية جملة وتفصيلا، متسائلة عن المغزى من ورائها• وتسعى إدارة وكالة "رويترز" لفك الخلاف وإعادة المياه إلى مجاريها، من خلال محاولة إقناع وزارة الاتصال التي اتخذت قرار سحب الاعتماد، بالعدول عن موقفها، على اعتبار أن ما أقدم عليه مراسلها مجرد خطأ مهني ارتكبه دون قصد، حينما كان يسعى إلى أداء رسالته وإيصال المعلومة إلى القارئ• وقد كان وزير الاتصال "عبد الرشيد بوكرزازة" جد صارم إزاء هذه القضية، إلى جانب قضية مراسل وكالة "فرانس براس"، الذي سحب منه الاعتماد هو الآخر، إثر نشره في نفس اليوم خبرا أمنيا، يتعلق بحصيلة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف عمالا أجانب بمنطقة بني عمران ببومرداس، معلنا عن وقوع 12 قتيلا، في حين أن الحصيلة الرسمية هي وفاة مهندس فرنسي إلى جانب سائقه الجزائري• وجاء حينها في وكالة الأنباء الجزائرية "أنه يؤخذ على "فرانس برس" بأنها ضخمت حصيلة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف محطة السكك الحديدية ببني عمران قرب الاخضرية، من خلال إعطاء رقم 13 قتيلا، في حين أن الحصيلة الحقيقية هي ضحيتان إثنتان"• وذهب وزير الاتصال إلى حد اتهام المراسلين بالسعي إلى " ترويع وتخويف الجزائريين"، وقال بأنه "أمام مصلحة الجزائر لا يمكن أن نتوانى عن اتخاذ أي إجراء"• وفي سياق متصل اعترضت جمعية صحافيي وكالة "فرانس برس" سحب الاعتماد من مراسلها بمكتب الجزائر، معربة في بيان أصدرته يوم الخميس عن "استيائها لقرار السلطات الجزائرية سحب الاعتماد من مدير المكتب"• وأكدت جمعية الصحافيين أن الحصيلة التي أوردتها "فرانس براس"، ذكرتها العديد من وسائل الإعلام الأجنبية والجزائرية المستقلة، معربة عن "أسفها" لتعرض مراسل وكالة "رويترز" "لإجراء مماثل من جانب السلطات ولكن لدواع أخرى"• وفي بيان آخر تأسفت نقابات "فرانس برس" "بعمق لقرار السلطات الجزائرية سحب الاعتماد من مدير مكتبها، ودعت المسؤولين الجزائريين "الى العودة عن قرارهم في أسرع وقت، لفسح المجال أمام مكتب الجزائر ليعاود عمله في ظروف هادئة"• علما أن كل من مراسلي "رويترز" و"وكالة الأنباء الفرنسية"، اعترفا أثناء استدعائهما من قبل وزير الاتصال فور صدور المعلومتين بمسؤوليتهما فيما نشراه من أخبار، في حين سارع من جانبه مراسل وكالة "رويترز" إلى إعلان استقالته بصفته صحفيا في الوكالة "وفاء واحتراما للقراء"، واصفا استدعاءه من قبل الوزارة ب "الإجراء الشعبوي"•