رغم المعاناة والعوائق التي تعترض مهام الأطباء البياطرة وحرمانهم من العديد من الامتيازات الأساسية، كالتكوين والرسكلة وكل ما يعينهم على تنمية مهارتهم والإطلاع على أهم المستحدثات في حقل مهنة الطب البيطري، إلا أن أخلاقيات المهنة أجبرتهم إلى لمّ شملهم في لقاء جهوي ضم ممثلي 7 ولايات من الشرق الجزائري، بادرت إلى تنظيمه الجمعية الولائية "ابن البيطار" للبياطرة لولاية تبسة، باعتبارها من أكبر الولايات تضررا بعاملي الجفاف، الذي مس مساحات زراعية ورعوية لأكثر من 3 سنوات، ومنطقة سجلت نسبة عالية للإصابة بالأوبئة المتنقلة عن طريق الحيوانات، التي تعد أحد المصادر الرئيسية التي يعتمد عليها جل سكان الولاية بعد الفلاحة، وهي المحاور الأساسية، إلى جانب إنتاج الثروة الحيوانية التي خصصت لها 3 مداخلات، أطرها دكاترة مختصون في مجال علم الطب البيطري، التي ألقت الضوء على ظاهرة الجفاف الذي مس مساحات زراعية ورعوية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما كان لها الأثر السلبي على الأرض والثروة الحيوانية، وهو ما ركز عليه البياطرة من خلال مناقشة كيفيات التصدي ومواجهة هذه المتغيرات السلبية وفي مقدمتها الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان للإنسان وعلى رأسها "البريسيلوز" التي يكلف علاجها خزينة الدولة مبالغ مالية ضخمة، والتي غالبا ما تتضاعف حالاتها وظهورها في فصل الصيف التي كشفت مصالح مفتشية البيطرة لولاية تبسة في إحصائياتها للأشهر الخمس الماضية من السنة الجارية إلى تسجيل 62 حالة كلب مؤكدة أثبتتها التحاليل المخبرية عبر بلديات الولاية المتزامنة مع حملة قتل الكلاب المتشردة وتلقيح 320 كلبا وأزيد من 50 حيوانا مختلفا و6 حالات" بريسلوز" عند الأبقار تم ذبحها• الملتقى الذي اختتمت فعالياته يوم الخميس الماضي توج بتوصيات هامة من شأنها أن تساهم في الحد من تفاقم انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان إلى الإنسان وتفشي ظاهرة الجفاف، بالتوجه نحو تكثيف زراعة الأشجار وحماية المساحات الرعوية وعقلنة تربية الثروة الحيوانية وخلق فضاء للوعي والتحسيس الدائم والمستمر بين كل الأطراف•