أكد الدكتور أوبيلي خلال مداخلته في المرافعة "من أجل مكافحة السيدا" التي نظمتها وزارة الصحة بمساهمة المكتبة الوطنية وبدعم من الصندوق العالمي لمكافحة السل والسيدا والملاريا، أن نسبة المصابين بالداء في الجزائر لا تتعدى 0,1 بالمائة، معتبرا المرض في الجزائر ذا نسبة انتشار منخفضة بتسجيلها 3747 حالة منذ 1985، "لهذا صنف هذا الوباء في بلادنا من قليل النشاط إلى وباء ذي نشاط مركز خاص بفئة معينة في المجتمع وهم محترفي الجنس"، لكن هذا لا يمنع وجود عوامل كثيرة تسهل انتشاره مشيرا إلى وجود 897 حالة تحت الرقابة الطبية و469 دون علاج• وركز المتحدث ذاته على أن الأشخاص المعنيين بهذا المرض تفوق أعمارهم العشرين سنة، ويمس كل مناطق الوطن دون استثناء رافضا فكرة انتشاره في المناطق السياحية فقط، لأنه حسب ذات المتحدث وإن كان الوباء مستوردا من أوروبا وأمريكيا في بداية ظهوره في الجزائر إلا أنه أصبح محليا نتيجة عدة عوامل منها الموقع الجغرافي للجزائر الذي يشجع الهجرة الداخلية والخارجية واحتراف الجنس في السرية وكذا تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، إضافة إلى هذا أشار الدكتور أوبيلي إلى أن تركيبة المجتمع الجزائري تغيرت فنسبة الشباب ارتفعت وبالتالي هناك عوامل مرتبطة بهم لا يمكن تجاهلها مثل التغيرات العميقة النفسية والجسدية كالبلوغ الجنسي "الذي يجعل احتمال حدوث علاقات جنسية جد وارد"، الفضول والرغبة في المعرفة إضافة إلى سهولة السفر والتنقل وقلة تأثير القيم التقليدية• 100 مليون سنتيم تكلفة علاج مصاب واحد في السنة ودعا الدكتور أوبيلي إلى اعتماد سياسة التكفل الشامل بالمريض فلا يقتصر على التكفل الطبي البحت بواسطة المعالجة بالأدوية المضادة له وإنما يتعداه إلى الرعاية من مختلف الجوانب، فإلى جانب المتابعة السريرية والبيولوجية يجب تدعيم التكفل النفسي والاجتماعي والاقتصادي ومكافحة الوصمة والتمييز الذي يتعرض له حاملو فيروس السيدا، "وهي الطريقة الأمثل لدفع المصابين إلى التصريح بحالتهم"• أما الدكتور مجيد فقد أكد في مداخلته أنه لا يوجد تمويل خاص بمعالجة المرض وإنما يدخل في إطار البرنامج الشامل لمكافحة الأمراض المتنقلة، "لكننا نسعى إلى برمجة التمويل الخاص بمرض السيدا"، مشيرا إلى أن تكلفة علاج مريض واحد تصل إلى 100 مليون سنتيم في السنة دون احتساب ما يكلفه تخصيص مراكز الكشف وتجهيزها بالمعدات اللازمة والموارد البشرية، في حين يدعم الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والملاريا والسل برنامج مكافحة السيدا في الجزائر بقرابة تسعة ملايين دولار مقسمة على مرحلتين• وذكر الدكتور أوبيلي أن الجزائر اتخذت عدة إجراءات لمكافحة الوباء منذ اكتشاف أولى الحالات في 1985 آخرها الخطة الإستراتيجية الثانية لمكافحة السيدا 2008 والمتمثلة في التنسيق الوطني والوقاية والتكفل الشامل والمراقبة الوبائية والمتابعة• هذا إضافة إلى التعاون الثنائي في هذا المجال بين الجزائر وبلدان من أوروبا وأمريكا• لكن حسب المتحدث هذا لا يكون فعالا إلا بإشراك مختلف القطاعات بدءا بالقطاع الصحي عن طريق التكوين الطبي والوقاية والكشف وكيفية التكفل بالمريض أثناء المعالجة، إلى جانب قطاعات أخرى كالشؤون الدينية، وزارة الشباب والرياضة، التعليم العالي والبحث العلمي " خاصة قطاع الاتصال والإعلام لما له من دور في التوعية والتحسيس"•