قال الدكتور "بومخلوف محمد" من مخبر الوقاية والأرغومينيا بجامعة الجزائر استنادا إلى دراسة قام بها أن 94,7 بالمائة من الأولياء يواجهون صعوبات في التربية، منها ما هو موضوعي يعكس التحول الذي حدث في الأطر المرجعية التي أفضت إلى تراجع سلطة الآباء مقابل زيادة استقلالية الأبناء بفعل الوسائط الكثيرة التي وفرها لهم الوسط الحضري• وأرجع الدكتور خلال مداخلته في أشغال الملتقى الوطني حول " الأسرة والتربية بين التواصل والقطيعة"، أمس، أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع دور الأسرة في تربية الأبناء إلى ضغوطات خارجة عن التوجهات الفعلية للعائلة، يبقى أهمها الصعوبات المادية متمثلة أساسا في غلاء المعيشة ما يعرقل الوظيفة التربوية للأسرة، حيث أثبتت الدراسة أن 27,1 بالمائة من الأولياء يمارسون عملا إضافيا إلى جانب عملهم الرسمي، أي من بين أربعة عمال يمارس عامل على الأقل عملا إضافيا، ما يجعل فرصة التقاء الأبناء مع ذويهم، خاصة الأب ضئيلة والذي يعد حسب معد الدراسة عاملا من العوامل السلبية المؤثرة على تربية الأبناء• وأشار الدكتور أن 46,3 بالمائة من عينات الدراسة أكدوا أنهم يعانون مشاكل في مراقبة أبنائهم داخل المنزل، خاصة فيما يتعلق بالبرامج التلفزيونية، ويقول معد الدراسة أن عامل الطلاق والتفكك الأسري من أهم معوقات التربية السليمة للأطفال وهذا بنسبة 52,8 بالمائة، إضافة إلى الدور السلبي الذي يمارسه المحيط على الأسرة، خاصة وأن ربع الأسر الجزائرية لديهم أطفال عاملون يحتكون طوال الوقت بأشخاص لا يمكن تحديد تأثيراتهم السلبية والإيجابية عليهم• أما مدير مخبر الوقاية والأرغومينيا بجامعة الجزائر، بوظريفة حمو، أوضح أن العديد من الدراسات أكدت تلاشي بعض القيم الإجتماعية الأخلاقية بسبب تخلي بعض الأطراف عن أداء دورها في التكفل بالتربية والتوجيه لاسيما دور الأسرة• وأرجع ذات المتحدث السلوكات الدخيلة على المجتمع الى بعض "الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية التى تعاني منها الاسرة إلى جانب بعض التوجيه السلبي لبعض وسائل الاعلام التي تعمد إلى تضخيم بعض الظواهر الاجتماعية بدلا من المساهمة في إيجاد الحلول لها•