قال الأستاذ بومخلوف خلال عرضه لدراسة قام بها المخبر حول "واقع الأسرة الجزائرية" في أشغال الملتقى الوطني حول "الأسرة والتربية بين التواصل والقطيعة" مؤخرا، إن أزيد من 35 بالمائة من الأولياء يلجؤون الى حرمان الابن من بعض الامتيازات والمكافآت التي اعتاد عليها كالهدايا أو النقود، و36 بالمائة من الأسر يعتمدون على حرمان الطفل من الخروج الى اللعب مع أقرانه كنوع من التأديب• وأشار الأستاذ إلى أن هذه النوعين من التأديب يدخلان في إطار التأديب المعنوي• ويضيف المتحدث ذاته أنه رغم الميول الواضح للأسر الحضرية الى التأديب عن طريق الحرمان فإن أكثر من 21 بالمائة منها تميل الى معاقبة الأبناء بالضرب ومعظمها يمارس الضرب المبرح وهي أعلى درجات التأديب، مشيرا الى أن الضرب لازال مستخدما لدى الأسرة كأسلوب للتربية، "حيث يوجد اعتقاد بأن الضرب والتخويف أساسيان في عملية التربية"• وأكد الأستاذ بومخلوف أن هذه الأساليب غير ناجعة في الوقت الحاضر لأن أفضل طريقة لتربية الأبناء والتواصل معهم هي التقرب منهم والاستماع إليهم وتوفير فرص الحوار القائم على التفاهم وتقديم النصيحة المبنية على الصدق والصراحة والثقة والاحترام والحرية والمراقبة• أكثر من 94 بالمائة من الأسر تعاني صعوبات في تربية الأبناء وأوضح الدكتور بوخلوف أنه من الطبيعي أن يواجه الأولياء صعوبات في تربية أبنائهم في الحياة المعاصرة خاصة في الوقت الحاضر الذي يتميز بالتعقد وصعوبة التكيف مع التحولات السريعة والتغيرات التي تشهدها الكثير من مجتمعات العالم، وهذه الصعوبات تقف دائما في وجه الآباء لأداء دورهم التربوي كما يريدون هم وليس كما يريد الآخرون أو حسب رغبات الأبناء في إشباع حاجاتهم الجديدة وأذواقهم المستجدة في الحياة المعاصرة• وأضاف الدكتور أن 94,7 بالمائة من الأولياء يدركون أنهم يعانون من مشاكل في تربية الأبناء، منها ما هو مرتبط بأسباب "موضوعية" تعكس طبيعة التحول الذي حدث في الأطر المرجعية التي أفضت الى تراجع سلطة الآباء مقابل زيادة استقلالية الأبناء بسبب الوسائط الكثيرة التي وفرها لهم الوسط الحضري، كما صرح أكثر من 46 بالمائة من الأولياء أنهم يعانون صعوبات في مراقبة أبنائهم• وأشارت الدراسة الى أن 70 بالمائة من الآباء يجدون صعوبات في تربية الأبناء بسبب المشاكل المادية المتمثلة في غلاء المعيشة، ما يرغم أكثر من 27 بالمائة من الآباء على القيام بعمل إضافي خارج عملهم الرسمي "أي بين كل أربعة عمال يوجد عامل واحد يمارس عملا إضافيا"• من جهة أخرى ربع العائلات المستجوبة لديها أبناء يعملون وهذا ما يقلل فرص أداء مهامهم في مراقبة الأبناء وتربيتهم• كذلك يمثل تأثير المحيط على تربية الأبناء ما نسبته 52 بالمائة، حيث يمارس هذا الأخير دورا سلبيا على الأسرة في متابعة مهمة تربية الأبناء تربية سليمة، وتتمثل مجالات المحيط المؤثرة في الشارع والحي والجيران الرفاق والتلفزيون•