تنظم كلية الآداب و العلوم الاجتماعية يومي 04و05 ماي ,2009 ملتقى وطني أول حول التغير القيمي في المجتمع الجزائري بجامعة فرحات عباس بسطيف ويتلخص موضوع الملتقى في أن المجتمع الجزائري تحكمه مجموعة من القيم تحدد أطر شبكة النسيج الاجتماعي وأن التحولات التي مرت بها الجزائر عبر الفترات الزمنية المختلفة والظروف المجتمعية المتعاقبة أفضت إلى إحداث ما يصطلح عليه : التغير القيمي ولقد اعتبر عميد الكلية الأستاذ سفاري الميلود التغير القيمي من أكثر المواضيع إلحاحا في علم الإجتماع لما لهو من إنعكاسات مستقبيلة على المجتمع غير أن موضوع القيم معقد لتعقد القيم في حد ذاتها حيث لايوجد اتفاق واجماع عام عليها، فما هو سلبي في مجتمعنا قد يكون إيجابيا في مجتمع آخر ،كما أشار الأساتذة المحاضرون في مداخلاتهم إلى أن الجزائر مرت بمراحل تاريخية أفضت إلى تغير إجتماعي أدى بطبيعة الحال إلى تغير قيمي. ولإعطاء مفهوم للقيم قالت الأستاذة الدكتورة زرارقة فيروز في مداخلتها المعنونة ب: التغير القيمي وصراع المرجعيات '' القيم هي عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد عن الأشياء والمعاني،تتصف بالثبات النسبي والذاتية نابعة عن شحنة انفعالية، طويلة في تغيرها لكنها تتغير، والقيم في الغالب متوارثة كالقيم الدينية''كما رأى الأستاذ الجمعي النوي أنه يجب على السياسي مرافقة مجتمعاته في فهم وقراءة التغيرات الاجتماعية والقيمية وإدخالها إلى رحم المجتمع السياسي وعرض في مداخلته ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التغير القيمي في أزمة الأهداف في الحقل السياسي كما أشار الأستاذ فراجي محمد آكلي في مداخلته إلى أعمال كارل بولنييه التي يرى فيها أن التطور في المجتمع ناتج عن تطور الرأسمالية وما هذه الأخيرة إلا تطور منطقي لرجال أعمال يحملون ثقافة واعية، والأفكار ؟حسب رأيه- تتحول إلى نسق قيمي يمكن أن نستغلها لإحداث تطور في المجتمع، كما أنه لايمكن فصل الإقتصاد عن المجتمع حسب الدراسات السوسيولوجية ليخلص إلى أن الانفتاح الإقتصادي ظاهرة يجب الإهتمام بها من الناحية الاجتماعية. ولقد اعتمد الأساتذة المشاركون في الملتقى الدراسات الميدانية التي اجريت حول الموضوع ففي مداخلة : الشباب و العولمة و نسق القيم التي قدمها الأستاذ الدكتور عبد العلي دبلة من جامعة بجاية قدم الأستاذ بعض النتائج التي لم تكن متوقعة بالنسبة إليه بعد الدراسة الميدانية التي أجراها على طلبة كلية العلوم الإجتماعية فلقد تبين له أن نظرة الشباب الجزائري إلى المستقبل إيجابية ومتفائلة وذلك بنسبة 90 . مما يجعلنا نؤمن برضا الشاب الجزائري عن واقعه الإجتماعي وثقته بنفسه رغم الصعوبات والعراقيل التي يواجهها، كما أن موضوع الهجرة السرية يأتي في مؤخرة المواضيع التي يفكر فيها الشاب الجزائري وهذا ما أثبتته نسبة 5 بعد العمل بنسبة 80 و الزواج وتكوين أسرة بنسبة 10 وهذه النسب جعلت الأستاذ الدكتور عبد العالي دبلة يرى أن ما الأرقام التي استخدمت في إثارة ظاهرة الهجرة السرية مبالغ فيها فالشاب الجزائري رغم صراع القيم لا يزال محافظا على قيم تقليدية ومازالت تحركه النزعة القومية، ويعتبر العولمة إيجابية وواقعا ماثل أمامه وهذا ما مثلته نسبة 65 من المبحوثين. وفي كلمة لرئيسة الملتقى ورئيسة قسم علم الإجتماع والديمغرافيا بالكلية لخصت فيها أهداف الملتقى كشفت عن رغبة أساتذة القسم في تسجيل المبادرة في دراسة موضوع القيم واعتبرته نوعا من النضال في سبيل المحافظة على القيم الإيجابية في المجتمع وإيقاف زحف القيم السلبية الدخيلة على مجتمعنا الجزائري العريق،كما لم تخف المبتغى المباشر من الملتقى وهو توسيع نظرة الطالب الجزائري لعلم الإجتماع وإجلاء حقيقة التغير القيمى. كما تجدر الإشارة إلى أن إشكالية الملتقى أثار رغبة الكثير من الأساتذة والباحثين في مجال علم الإجتماع إذ سجل 18 مداخلة لأساتذة من مختلف جامعات الوطن: جامعة وهران،بجاية ،الجزائر،باتنة،معسكر،البليدة، قسنطينة، برج بوعريريج- كما تم تنظيم 3ورشات عمل اهتمت الورشة الأولى بالقيم ومؤسسات التنشئة الإجتماعية، أما الورشة الثانية فركزت على موضوع القيم وقضايا المجتمع وتناولت الورشة الثالثة مقاربات في دراسة التغير القيمي وللإشارة فلقد سجلنا حضورا مميزا وكثيفا لطلبة الكلية.