ويهدف اللقاء إلى تقريب وتوحيد الأطباء على مستوى القطاع العام والخاص للرفع من مستوى الاداء الصحي إلى طموحات المرضى، والتقى فيه ما يزيد على 300 مشارك من مختلف ولايات الوطن من مختصين وأطباء عامين إلى جانب العديد من الممرضين والقابلات• وقد أكد الدكتور عربوز في مداخلته على ضرورة توفير الجو المناسب للنساء الحوامل داخل غرفة التوليد ضمانا لسلامة صحتهن من جهة ولضمان راحة المولود من جهة اخرى، خاصة وأن الكثير من الاطفال أصبحوا مؤخرا يلدون بتشوهات خلقية لأسباب عدة تعود اساسا إلى عامل الوراثة وكذا عدم الاعتناء بآلام في فترات الحمل مع عدم التغذية الجيدة التي تلعب ايضا دورا كبيرا في مراحل النمو الطبيعي للجنين• في حين ذهب البروفيسور كيرماني إلى أبعد من كل هذا عندما تطرق في مداخلته إلى المخاطر التي قد تنجر عن تناول الأم بعض الادوية لما لها من مضاعفات سلبية على صحتها وصحة الجنين على حد سواء، منوها في هذا المقام بالدور الذي يجب ان يلعبه الطبيب المختص لاسيما في تحسيس المرأة الموشكة على الولادة من مخاطر بعض الادوية التي تلجأ اليها في مختلف الحالات خاصة تلك التي تؤثر بصفة مباشرة على الجنين كالأدوية المشيمية التي يمكن لها ان تصل إلى الجنين باعتبار ان كل دواء يحمل تأثيرات معاكسة، كما ان تناولها لأي دواء دون استشارة الطبيب يمكن ان يسبب مضاعفات او إعاقات خلقية للطفل كما هوالحال للادوية المضادة للسرطان والأدوية المتعلقة بالغدة الدرقية بالإضافة إلى المهدئات والانسولين• من جهته تطرق الدكتور حمزاوي إلى كيفية الاعتناء بالاطفال حديثي الولادة وحمايتهم من مختلف انواع الحرارة سواء في المسكن العائلي او خلال فترة العلاج داخل المصحات الاستشفائية، إلى جانب ايلاء الاهتمام اكثر لجانب الإعاقة التي تطرق اليها الدكتور بولخيوت الذي دعا إلى ضرورة المتابعة المستمرة للأطفال الحديثي الولادة خلال مراحلهم الاولى من حياتهم، مؤكدا على دور التوعية بالفحوص ما قبل الزواج وذلك من خلال برنامج الارشاد الجيني او الوراثي إلى جانب التوعية الصحية للأمهات الحوامل وحمايتهن من الاصابة بمرض الحصبة الالمانية والزهري على الجنين، وكذا التوعية بالعناية بالمواليد والتشخيص المبكر خاصة وأن كثيرا من حالات الاعاقة تعود إلى إهمال الوالدين لصحة الطفل الوليد وتعرضه للأمراض الخطيرة نتيجة عدم تطعيم الاطفال في الأوقات المحددة وخاصة التي تجنب الإصابة بالحصبة الالمانية وشلل الاطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا مع ضرورة تطعيم الفتيات في سن العاشرة تقريبا ضد الحصبة الالمانية كما يستوجب على الوالدين الانتباه لأبنائهم اثناء الولادة والذين قد تظهر عليهم أعراض الإعاقة ككبر حجم الدماغ او صغره او تأخر بعض مظاهر النمو الحركي او اللغوي وحتى الاجتماعي، إلى جانب التحام عظام الجمجمة عند الولادة او حالات استسقاء الدماغ• ولم يبتعد الدكتور احمان عن الموضوع مضيفا انه يجب التفطن مبكرا لحالات المرض التي قد تصيب الاطفال حديثي الولادة، لأن الهدف - حسبه - تجنب اية عدوى من شانها ان تصيب الرضع الجدد، كما هو الحال للحمى الحادة او انخفاض في حرارة الجسم وكذا أمراض القلب المختلفة إلى جانب العدوى البكتيرية والدرن والنكاف المتمثل في استنشاق الهواء الملوث وغيرها من هذه الأمراض الفتاكة المعدية التي يستوجب أخذ الحيطة والحذر منها• وكانت الدكتورة عمرون قد كشفت ل"الفجر" على هامش هذا اليوم التكويني الذي أشرفت على تنظيمه مديرية الصحة والسكان بالولاية عن النقص الكبير الذي تشهدة تيزي وزو في مجال الاطباء المختصين في التوليد عبر عدة مناطق لاسيما على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي محمد النذير، داعية إلى التعجيل في حل هذا المشكل لتفادي وفيات حديثي الولادة، باعتبار التوليد ليس من صلاحيات الاطباء العامين بقدر ما هو عملية مرتبطة بخبرة أهل الاختصاص•