بات واضحا أن مدينة القل فقدت آخر أوراقها السياحية هذه السنة من خلال عدم تحضيرها الجيد لموسم الاصطياف بدليل الوضعية الكارثية التي تشهدها شواطئها سيما شاطئ أم القصب بتالزة و عين دولة المتاخمة لوسط مدينة القل ، فالشاطئان تنتشر بهما الأوساخ و القاذورات من بقايا العلب البلاستيكية و الحديدية و جذوع الأشجار الشيء الذي حولها إلى شبه مزبلة يضاف إلى ذلك كله غياب الثقافة السياحية لدى شبه المستثمرين المحليين ، فشاطئ عين دولة الذي كان في السنوات الماضية محجة للمصطافين القادمين من مختلف المناطق أصبح شبه مهجور فبالإضافة إلى أن الشاطئ ملوث بمياه الصرف الصحي التي تصب فيه و التي عجزت السلطات المحلية في إيجاد حل لهذه المشكلة التي شوهت حقيقة منظر الشاطئ زادته بقايا مختلف العلب الفارغة سوء و هو الشيء نفسه بالنسبة لشاطئ تالزة الذي شهد في بداية الموسم الصيفي محاولة تنظيف من بقايا الاسمنت الذي نتج جراء قيام المؤسسة المكلفة بتوسيع ميناء القل منذ حوالي 15 سنة بصنع الكتل الإسمنتية بذات الشاطئ لكن العملية يبدو أنها لم تعرف النجاح المنشود و هو ما أبقى الشاطئ شبه مهجور كما كان خلال السنوات الماضية ، و كأن هذه النقائص كلها لم تكف لعزوف الزوار عن زيارة مدينة القل السياحية فزادها أصحاب الحظائر الموسمية هما آخر ، فمن الغرائب أن من يرغب في زيارة ميناء الصيد بالقل يجبر على دفع 50 دج مقابل دخوله لباحة الميناء و كأن القائمين على شؤون مدينة القل لا يرغبون في جعل مدينة القل مدينة سياحية ، فغياب النظافة و اهتراء الطرق سيما طريق كورنيش عين دولة و فرض ضرائب على المصطافين سيما الراغبين في اكتشاف جمال مدينة القل كحرمانهم من دخول ميناء الصيد و غياب الثقافة السياحية كلها أسباب تعجل بموت صناعة السياحة بمدينة القل التي كانت قبل سنوات قبلة للمصطافين القادمين من المدن الداخلية كقسنطينة و بسكرة و باتنة و ميلة و أم البواقي و حتى من ورقلة و حاسي مسعود و في انتظار تحرك القائمين على شؤون قطاع السياحة بالقل تبقى المدينة تفقد كل موسم اصطياف عددا من المصطافين