انتشرت في السينما العربية ظاهرة ورش كتابة السيناريوهات، والبعض يراها جيدة وآخرون يرونها غير شرعية وتقضي على آمال وطموحات كتاب السيناريو الجدد• المؤلفون أنفسهم اختلفوا حولها، وكذلك النجوم والمخرجون، أصبحت ظاهرة محيرة للوسط الفني، هل تزداد أم تتوقف؟ كيف تؤثر على مسيرة الأفلام وكذلك مشوار حياة هؤلاء الذين يكتبون مرة في الخفاء وأخرى في العلانية• علامات استفهام كثيرة حول هذه الظاهرة تناولناها لنعرف اسباب اختلاف الآراء من حولها• يقول النجم نور الشريف: الكتابة من خلال ورش تضم مواهب عديدة تكون صالحة للتواجد والتواصل على ان ندفع بهؤلاء للنور ونبعث فيهم طاقات الامل وتحقيق الطموح، لأن هناك شرطا مهما لأي سيناريست وهو أن تكون نفسيته مستقرة ولا يوجد ما يشتت تفكيره حتى نضمن الحصول على افضل كتابة منه، وهذا يتحقق عندما نساعدهم على الظهور والحصول على فرص واقعية• اضاف: أما ان نلغي اسماءهم ليستفيد من اعمالهم آخرون فهذه أراها سرقة فنية تؤدي الى انتزاع آدمية هذا الشخص• يقول الفنان فاروق الفيشاوي: انتشار الورش الفنية لم يعد على صعيد كتابة السيناريوهات فقط، بل يوجد في اماكن لتعليم فنون التمثيل والاخراج والتصوير وغيرها من الحرف الفنية، وهؤلاء لا يخرجون الى الحياة العملية ويقدمون تجارب قد لا تعرض لهم لكن يجب اسنادها اليهم• اضاف: موضوعات السينما تحتاج بالفعل الى اكثر من شخص لمساندتها في التناول والعرض، المهم ان يكون بينهم توافق فكري ونفسي واخلاقي حتى ينجح ما يكتبونه ولا نرى أعمالا مشتتة لا تتضمن احداثا متماسكة ومحكمة الوقائع والتناول• يقول الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن: تجربة الكتابة الجماعية قديمة منذ السبعينيات وأشهرها كان في مسلسل "القاهرة والناس" الذي كتبه مصطفى كامل وعاصم توفيق اللذان قاما بكتابة اكثر من عمل سويا، وهو ما يؤكد انه لا يستطيع ان يكتب مع شخص اخر مثل غيره، اشار الى انه لا ينفي نجاح بعض التجارب في الكتابة الجماعية• ويفسر الفرق بين الكتابة الجماعية والورش السينمائية قائلا: كل عمل فني كتبه اكثر من شخص يعتبر ورشة لكن ثمة انواع للورش الشرعية التي يذكر على افيشاتها كل من شارك فيها، أما غير الشرعية فهي التي يعمل فيها اكثر من كاتب تحت يد كاتب كبير، وهو الذي يكتب اسمه بمفرده• يؤكد السيناريست احمد فهمي: الكتابة الجماعية اضافة للعمل لأنها تجمع اراء كثيرة من شأنها اثراء السيناريو وتشكل جزءا كبيرا من نجاح الفيلم• عن نجاح تجربته في فيلم "ورقة شفرة" قال فهمي: الجماعية في اي شيء تحقق النجاح سواء بالتأليف او التمثيل، أما عن فيلم "كده رضا" فكتبه بمفرده وادخل المخرج في تفاصيله اثناء الكتابة لأن فكرة المناقشة حول السيناريو تفتح امام السيناريست مجالات كثيرة في كتابة تفاصيل الشخصيات مما ينعكس ايجابيا على السيناريو• تقول الناقدة ماجدة خير الله: لا نستطيع الحكم على الورش والكتابة الجماعية بشكل عام، وكل تجربة لها خصوصيتها وظروفها ومنها تجارب ناجحة واخرى فاشلة• وترى أن من انجحها فيلم "ملك وكتابة" الذي كتبه سامي حسام واحمد الناصر لأنه حقق النجاح الجماهيري والنقدي بسبب الأحكام الفني الذي اتسم به السيناريو فلم نشعر بأي تشتت او تداخل في وجهات النظر أثناء مشاهدته بل ظهر مثل الكيان الواحد•