تعود وقائع القضية إلى 21 سبتمبر من العام المنصرم حين تلقت مصالح أمن براقي بالعاصمة على الساعة الثامنة والنصف مساء معلومة مفادها تواجد أحد الشباب بحي 1600 مسكن بالكاليتوس، وقد تعرض لعدة طعنات بواسطة سلاح أبيض. ولدى تنقل مصالح الأمن إلى عين المكان وإجرائها للتحريات اللازمة تبين أن الأمر يتعلق بالمدعو "ب. محمد" الذي تم نقله إلى المستشفى بواسطة سيارة ملك لجاره، إلا أنه بالنظر لحالته الصحية الخطيرة تم تحويله من مستشفى زميرلي إلى مصطفى باشا الجامعي لوضعه تحت العناية المركزة جراء تعرضه لطعنات على مستوى القلب والبطن، تسبب فيها شخص اعترض طريقه بالسوق وقام بفعلته ولاذ بالفرار في اتجاه مجهول. وعند الاستماع إلى أقوال صاحب السيارة الذي نقل الضحية إلى المستشفى، أوضح بأنه لما كان متواجدا بالحي، رفقة أحد الأصدقاء بالقرب من سيارته، شاهد الضحية يجري وهو ينزف دما إلى أن سقط أرضا، بسبب تعرضه لعدة طعنات بواسطة سلاح أبيض، استدعى نقله على الفور إلى المستشفى، وأكد صاحب السيارة بأنه لم يتعرف على الشخص المتسبب في الحادثة إلا عن طريق الجيران. أما أخ الضحية فقد أفاد أثناء التحقيق معه بأن الحادثة تعود إلى 21 سبتمبر 2007، وبالضبط على الساعة السادسة والنصف مساء لما خرج من مسكنه باتجاه بيت أصهاره و اعترضه أثناءها المتهم في قضية الحال ووجه له وابل من السب والشتائم، كما التقاه بعد عودته من السوق، ليسمع بعدها صراخا قويا ما جعله يسرع في الخروج من المنزل، ليكتشف أن الجاني طعن شقيقه بواسطة سلاح أبيض على مستوى القلب، ما أدى إلى وفاته متأثرا بجراحه البليغة، أما ثالث الشهود فقد صرح بأنه كان برفقة المتهم، وشاهد الضحية وهو يركض باتجاه إحدى العمارات ويسقط أمامها أرضا، ولاحظ بقع دم، ما جعله يتأكد أن هذا الأخير تعرض لعدة طعنات، إلا أن هذا الشاهد لم يكشف عن هوية الفاعل الذي فتحت معه مصالح الضبطية القضائية تحقيقا، أفاد من خلاله بأنه فعلا يوم الحادثة كان متواجدا بسوق الخضر بحي 1600 مسكن بالكاليتوس، حيث لاحظ أن شقيقه دخل في شجار بالكلام فقط مع أحد الشباب" الضحية"، فحاول تهدئة الأوضاع، وتوجه بعدها مباشرة إلى الضحية واعترضه بواسطة سلاح أبيض الذي هو عبارة عن سيف، ووجه له ضربة على مستوى الظهر، كما لاحظ شقيقه يهرب وقد رمى أداة الجريمة بمزبلة الحي. في حين أفاد المتهم بأنه أثناء تواجده بالحي حدث شجار في إحدى المرات بينه وبين أخ الضحية الذي حرض كلابه عليه، ما جعل الضحية يتدخل ويطعنه بواسطة سكين، إلا أن المتهم أنكر الأفعال المنسوبة إليه وأوضح بأنه بعد تعرض شقيقه للضرب والجرح من طرف الضحية، توجه إلى المنزل، ليتجه بعدها إلى السوق وبالضبط إلى بائع الدلاع حيث تزود بسكين وأخفاه بسرواله، وطالب الضحية بأن يبارزه وجها لوجه، إلا أنه عندما أصبحا لوحدهما، دفع المتهم غريمه باتجاه الحائط وطعنه عدة مرات على مستوى الظهر، الأمر الذي تسبب في إحداث - حسب تقرير تشريح الجثة - جروح عميقة على مستوى الجهة اليسرى (القلب والرئة) تسببت في وفاته، كما تبين حسب التقرير ذاته عدم وجود أي مقاومة من طرف الضحية.