أكد عدد من نواب البرلمان بغرفتيه على خطر الخطاب الراديكالي المتطرف الذي يتداول في بعض المساجد والتي أصبحت منبرا لكل من هب ودب لتسميم أفكار الشباب والتغرير بهم للالتحاق بالجماعات المسلحة الإرهابية. ففي تصريح لعبد الله بن تومي، عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي بمجلس الأمة خص به "الفجر" "أن مراقبة المسجد ضرورية لتجنب المشاكل التي نجمت عن العشرية السوداء من استغلاله لأغراض أدت إلى إراقة دماء الجزائريين عوض أن تساهم مساهمة فعالة في بناء المجتمع". كما أكد على طرح قضية تشديد الرقابة على الجمعيات الدينية وعمليات جمع التبرعات التي لا يستبعد استعمالها في أغراض مشبوهة. وفي هذا السياق، أشار أنه يرتقب طرح أسئلة لوزير القطاع غلام الله في الدورة المقبلة حول هذه القضية. بدورها، كتلة حركة مجتمع السلم وعلى لسان السيد عبد الحميد بن سالم، عضو المجلس الشعبي الوطني، أوضح في حديثه إلينا أن الوضع الذي آل إليه أكثر من 15 ألف مسجد في الجزائر من انتشار الخطاب المتطرف والتحاق عدد من مرتادي المساجد بالجماعات الإرهابية تتحمله الدولة بالدرجة الأولى. وأضاف أن تكوين الأئمة الديني والثقافي الضعيف وكذا عدم التأطير والرسكلة المستمرة أدى إلى ما لا يحمد عقباه من تضليل فتيان في مقتبل العمر والتحاقهم بالجماعات الإرهابية. وفي رده على سؤال حول ظاهرة الانتحاريين الذين تأثروا بخطابات دينية في بعض المساجد، أكد السيد عبد الحميد بن سالم أن الوزارة تتحمل جانبا كبيرا في هذا الموضوع بسبب المستوى الدراسي للأئمة المتدني، حيث لم يتجاوز بعضهم السنة 04 متوسط. وأكد أن الكتلة تعمل على تقديم أسئلة شفوية وكتابية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف بخصوص هذا الموضوع. كما أبدى عدد من نواب البرلمان عن كتلة الأحرار استعدادهم للتنسيق بينهم من أجل التقدم بمشروع مساءلة شفوية لوزير الشؤون الدينية، حيث صرح عبد الحميد بن الشيخ ل "الفجر" أن أعضاء الكتلة سجلوا خطورة هذا الموضوع وما يحمله من تبعات كبيرة على المجتمع الجزائري. وتأتي تصريحات النواب عقب العملية الإرهابية الاستعراضية التي استهدفت مركز الاستعلامات بولاية تيزي وزو، أول أمس ، وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أول أمس، قد جدد تأكيده على أن المسجد اليوم لا يستغل لأمور أخرى مثلما أشيع استعماله في تجنيد الشباب المغرر بهم في العمليات الإرهابية التي تستهدف الشعب الجزائري في عقر داره، نافيا أن يكون تجنيد الشباب في صفوف الجماعات الإرهابية يتم داخل المساجد، موضحا أن المسجد اليوم يساهم في حل مشاكل الشباب عوضا عن توريطهم في أمور أخرى.